قادمة من الأقاليم الجنوبية للمملكة، وصلت قافلة الصحراء المغربية "العملاقة" في "مسيرة خضراء عكسية" إلى مدينة مراكش اليوم الخميس، قبل بدء عملية توزيع المساعدات على ضحايا زلزال الحوز. الشاحنات حطت الرحال بالحي الصناعي، تحديدا بمستودع التخزين التابع لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، وذلك تحت إشراف سواعد جنود القوات المسلحة الملكية. عملية الاستقبال عرفت "تنظيما محكما"، بتفريغ مخزون شاحنة تلو الأخرى داخل المستودع، قبل بدء عمليات التوزيع تحت إشراف القوات المسلحة الملكية، وذلك بمختلف وسائلها اللوجستية، سواء برا أو جوا. لعروسي بينة، فاعل مدني بمدينة العيون، قال: "جئنا من الأقاليم الجنوبية تضامنا مع ضحايا زلزال الحوز، الذين أفزعوا قلوبنا منذ ليلة الجمعة". وأضاف بينة في تصريح لهسبريس أن "هاته المساعدات توجد الآن في أيادي القوات المسلحة الملكية الآمنة، التي ستحرص من خلال خبرتها على إيصالها إلى الدواوير المحتاجة". "الجسم المدني، ومواطنو الأقاليم الجنوبية، التحموا منذ واقعة الزلزال من أجل تقديم يد العون للضحايا كما هو الحال لدى جميع الأقاليم المغربية، التي أمطرت الدواوير بكل ما تملكه"، يورد المتحدث ذاته. وتتكون مساعدات الأقاليم الجنوبية من أغذية وأفرشة ومستلزمات طبية، إضافة إلى الخيام وكل الوسائل الممكنة لمساعدة أهالي الأقاليم المنكوبة. حسين هرامة، فاعل جمعوي من مدينة العيون، قال إن "هاته المساعدات جاءت من جيوب المواطنين، الذين عبروا عن حزنهم وتضامنهم الكامل مع إخوانهم المتضررين من زلزال الحوز". وأردف هرامة لهسبريس بأن "هاته القافلة أكبر دليل على تلاحم المغاربة وتضامنهم القوي وقت الأزمات، ودليل قاطع على استمرار قيمنا المتشاركة التي تتأصل عبر التاريخ". ويصل عدد الشاحنات التي حطت بمراكش صباح هذا اليوم إلى ما يقارب الستين، وهو رقم قياسي يعبر بشكل واضح عن "كرم أهل الصحراء المغربية، وكذا عن تآزرهم البليغ مع ضحايا الفاجعة الأليمة". ويرافق الشاحنات مجموعة من المتطوعين الذين يستعدون لمساعدة شباب الأهالي المتضررة، سواء في عمليات الحفر للبحث عن الجثث المتبقية، أو في بناء الخيام، فضلا عن تقديم التعازي ومختلف أشكال الدعم النفسي. ونقلت هسبريس تصريحات متفرقة لشيوخ الصحراء الذين "تحدوا" طول الطريق للقدوم بمساعدات لضحايا الزلزال، مؤكدين أن "هاته الإعانات تعبير منا عن وقوفنا كمواطنين مغاربة متشبعين بقيم التضامن التي ألفناها من جدودنا". وعمدت هاته الشاحنات منذ انطلاقها بمدينة العيون المغربية إلى التنسيق مع السلطات المحلية من أجل ضمان توزيع "دقيق ومنظم" للمساعدات، وكذا من أجل التأكد من "وصولها إلى الدواوير الأخرى التي تعرف خصاصا في المواد الغذائية، وكذا الأغطية والخيام". وأكد أصحاب المساعدات أنها "ستذهب للمحتاجين فقط، خاصة أنها حاليا في يد القوات المسلحة الملكية، وهذا الأمر خلق اطمئنانا لدى المواطنين المتبرعين، الذين حرصوا خلال رحيلنا على تبلغينا بضرورة إيصالها إلى المواطنين المعزولين".