تتواصل الجهود، برا وجوا، للسيطرة على الحريق، الذي اندلع منذ مساء الجمعة بغابة مغراوة بإقليم تازة، وسط ظروف تضاريسية ومناخية جد معقدة، حيث تنتشر ألسنة النيران في مناطق جبلية صعبة يزيد من تعقيدها ارتفاع درجة الحرارة وهبوب الرياح. ووفقا لما قاله مصدر من المديرية الإقليمية للوكالة الوطنية للمياه والغابات بتازة لهسبريس، فإن الحريق طال، إلى حدود مساء اليوم الأحد، مساحة تناهز 600 هكتار من الغطاء الغابوي، المتكون من أشجار البلوط الأخضر والصنوبر الحلبي والتشكيلات الغابوية الثانوية. وأفاد المصدر ذاته أنه تم تعزيز التدخل الجوي بطائرة ثالثة متخصصة في إطفاء الحرائق من نوع "كنادير"، تابعة للقوات المسلحة الجوية، مشيرا إلى أن فرق الإطفاء على الأرض، المدعومة بوحدات عسكرية تابعة لحامية تازة، تتكون من عناصر الوكالة الوطنية للمياه والغابات والوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات المساعدة. وأضاف أنه بينما تكللت جهود التدخل، البري والجوي، بتطويق الحريق بعدد من الأماكن، لا تزال ثلاث بؤر أخرى نشطة وتشكل هدفا لفرق التدخل، مبرزا أن البؤر المتقدة تمت السيطرة عليها، إلى حدود مساء الأحد، بنسبة تتراوح بين 70 و80 في المائة. في غضون ذلك، ذكرت مصادر محلية، في اتصال بهسبريس، أن هذا الحريق تسبب في نفوق 30 رأسا من الماعز في ملكية إحدى الأسر المعوزة بدوار تامرغوث، بعد أن حاصرت النيران القطيع وسط الغابة المحترقة. وأبرزت المصادر ذاتها أن هذا الحادث فاقم الوضعية الاجتماعية للأسرة المذكورة، التي قالت إنه يوجد ضمن أفرادها أربعة أشخاص يعانون من الإعاقة، وآخر يخضع لحصص تصفية الدم جراء معاناته من مرض القصور الكلوي. يذكر أنه تم، على خلفية اندلاع هذا الحريق، قطع التيار الكهربائي عن الدواوير المتاخمة لغابة مغراوة، فضلا عن إجلاء حوالي 60 عائلة تتوزع على ثلاثة تجمعات سكنية قروية، بعد أن كانت ألسنة النيران تهدد منازلها.