انطلقت عملية ترميم لوحة جدارية من التراث الفني التاريخي الخاص بمدينة تطوان، ويتعلق الأمر بلوحة الفنان الكبير دييغو كاميز "Diego Gamez"، التي رسمها سنة 1951 على جدار أحد مباني حي الإنساتشي الكولونيالي وسط تطوان. وتوجد اللوحة التي رسمها بدقة متناهية دييغو كاميز المزداد سنة 1929 بتطوان، وترعرع بها حتى رحيله عنها سنة 1962، بالمبنى الذي يحتضن حاليا مقر المندوبية الإقليمية للسياحة، وتبلغ أبعادها 8.70 مترا على 3.55 مترا. ولترميم اللوحة التي لحقت بها أضرار كبيرة بفعل قدمها وتأثرها بعوامل الرطوبة تم بتاريخ 20 يوليوز 2023، بالمركب الثقافي عبد الخالق الطريس (المدرسة الأهلية سابقا)، التوقيع على اتفاقية شراكة وتعاون بين جمعية قدماء المعهد الحر ومجموعة ألزا للنقل، سيتم بموجبها الاتفاق على ترميم اللوحة الجدارية التاريخية. وأكدت الجمعية، في بلاغ صحافي، أن عملية ترميم اللوحة، التي انطلقت فعليا يوم 31 يوليوز الماضي، عهد بها إلى الفنانة الإسبانية سارة صوفيا بيكو طاطو؛ وقد وقع عليها الاختيار لترميم اللوحة الجدارية لكونها تتوفر على تجارب عديدة في هذا الميدان، إذ هي خريجة معهد الفنون الجميلة التابع لجامعة كمبلوتينسي بمدريد سنة 1995، في تخصص "الترميم"، كما تعمل أستاذة بمعهد الفنون الجميلة بمدينة أليكانتي، عدا ارتباط عائلتها بمدينة تطوان. وفي إطار مواكبة وتتبع عملية الترميم قام أعضاء من المكتب الإداري للجمعية أمس الأربعاء بزيارة ميدانية إلى ورش ترميم اللوحة الجدارية، للوقوف على تقدم أعمال الترميم، ودعم الفنانة الإسبانية في جهودها للحفاظ على هذه اللوحة التراثية التي تقدم خريطة مفصلة لكبرى حواضر شمال المملكة خلال فترة الحماية. وقال الكاتب العام للجمعية، العربي المرير، في تصريح صحافي إن الجمعية تعتز بالمساهمة في صيانة التراث الثقافي والتربوي لمدينة تطوان، عبر تأهيل هذه التحفة الفنية الرائعة بشراكة مع مجموعة ألزا للنقل، وهي ممتنة لكل من ساهم في تحقيق وأجرأة هذا المشروع، مشيدا بالمساهمة الثمينة لمجموعة ألزا للنقل، والمندوبية الإقليمية للسياحة، لتيسير تنفيذ المشروع في أفضل الظروف. وتابع المتحدث بأن جمعية قدماء المعهد الحر تواصل رسالتها الجمعوية ومسيرتها التاريخية منذ تأسيسها سنة 1960، من أجل تحقيق أحد أهدافها الأساسية الذي يكمن في المحافظة على التراث التاريخي الخاص بمدينة تطوان، مضيفا أنها تضطلع منذ سنوات بمهام الحفاظ وتسيير معلمتين تاريخيتين من رموز ذاكرة الحركة الوطنية بشمال المغرب؛ ويتعلق الأمر بمؤسسة "المعهد الحر" و"المدرسة الأهلية"، التي تحتضن مركب عبد الخالق الطريس الثقافي الذي دشنه الملك محمد السادس سنة 2000.