صحيح البخاري صحيح رغم كيدمحمد مقصيدي "" من خلال القراءة الطويلة بدا محمد مقصيدي كمن يحمل أسفارا ، مثقلا بالكلمات والجمل والاستشهادات وسقط في جهل الجاهلين والبخلاء كمن سبقوه في انتقاد رجالات قضت حياتها في خدمة الإسلام والمسلمين ونجحت قرونا وقرونا إلى أن ظهرت بعض الوجوه التي صنفت نفسها عارفة وأرادت أن تتموقع بمخزون مغلوط وتتربع جنبا إلى جنب الإمام البخاري رضي الله عنه . فقبل الرد عن كتابتك المعنونة " صحيح البخاري ليس صحيحا " أود أن أسألك هل أنت مسلم ؟ لأن الملاحظ أن المسلم ليس بخيلا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبما أنك لم تصلي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولو مرة واحدة في مخطوطك فأنت بخيل واعتبرت نفسك الأعلى فوق كل المسميات التي طرحتها كرسالة تقصد من وراءها باطل (...) فتتحدث عن الصحابة بجهل تام وتتحدث عن خير البرية بجهل وتؤول تفسير الأحاديث كمن سبقوك من بعض الصليبيين وبعض اليهود الذين يتعلقون باستفسارات القشور بعيدين عن لب الحقيقة الشافية . استهلت مهمتك ضد الصحيح البخاري في باب " فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتو الزكاة فخلوا سبيلهم ..." وهنا نزلت بثقلك دون علم واتهمت المسلمين بالإرهاب وعدم التسامح والحوار في محاولة تيئيسية متناسيا أن تفسر قول رسول الله في هذا الباب ومعناه الصريح عندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " امرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إلة إلا الله وأن محمدا رسول الله ...." فإن حديث أمرتُ أن أقاتل الناس، حتى يقولوا: لا إله إلا الله»، حديث صحيح لا شكَّ في صحته فهو متَّفق عليه أخرجه الشيخان البخاري ومسلم، ولكن يبقى النظر في معناه، فمن المعلوم أن كلمة (الناس) في هذا الحديث عام يراد به خاص، فالمراد بهم مشركو العرب الذين عادوا الدعوة منذ فجرها، وعذَّبوا المسلمين في مكة ثلاثة عشر عاما، وحاربوا الرسول تسعة أعوام في المدينة، وغزَوه في عقر داره مرتين، يريدون استئصاله وأصحابه، والقضاء على دعوته، وهؤلاء القوم، كما وصفتهم سورة التوبة «لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلّاً وَلا ذِمَّةً» (التوبة:10)، «نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَأُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ» (التوبة:13)، فقد نفض الرسول يده منهم، ولم يعُد هناك أمل في صلاحهم، فهؤلاء لهم موقف لا ينطبق على غيرهم، وبخاصة أن الإسلام يريد أن يجعل من الحجاز حَرَما للإسلام، ومَعقِلا له، لا ينازعه فيه دين آخر. وعلى هذا فلا علاقة للنصارى بهذا الحديث، بل النصارى هم أقرب الناس مودة للذين آمنوا كما نص على ذلك القرآن الكريم، [ ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ] وعلاقة من لم يعتد منهم على أهل الإسلام علاقة عهد وأمان، تقوم على البر والقسط، ولهم على ذلك ذمة الله ورسوله، [ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ] ومن ظلم أحدا منهم أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم حجيجه يوم القيامة. و انطلاقا مما وجب عليك شرحه ، يبقى دفاعك المستميث على الغريب حجة عليك لا يمكن للمسلم أن يتزحزح عن أمر ربه السليم والذي لا يدعو للقتل المرتجل . أما عن حكمك وما خلصت إليه من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يهمه إلا الجنس من خلال الحديث " أنه أعطي قوة ثلاثين " فالصحيح البخاري لم يأخذ بقولك ولم يقل ما قلته لجمهور الناس من تأويل ضعيف ولا يصدر إلا عن مكبوت ومن اعتبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم لايهمه إلا النكاح فالحديث صريح وسيدتنا عائشة روت الحقيقة في هذا الباب معللة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه من غير مسيس أي أنه كان يقوم بزيارة تفقدية لحاجيات البيت وحاجيات نسائه دون أن يقرب واحدة إلا من يبلغ يومها فيبيت عندها . ولا يختلف إثنين في هذا الحديث الذي لم ينجح محمد مقصيدي في ترويجه لأعداء الإسلام والمسلمين. أما النقطة الثالثة التي أردت من خلالها أن تصبح عالما للفلك والتي همت الحرارة في باب " أن شدة الحر من فيح جهنم " فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يربي صحابته على التخفيف من شدة الحرارة بتبريدها من خلال صلاة الظهيرة أما الخسوف والكسوف فخير ما أملك هو قول الله عز وجل في كتابه الكريم : قال تعالى: ﴿ فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ * كَلَّا لَا وَزَرَ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ * يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ إنه يخشى إذا حصل الكسوف أن يستمر ولا ينكشف وأن تقوم الساعة عند حدوثه لأن وقت قيامها لا يعلمه إلا الله ولا يكون إلا بغتة فعلى محمد مقصيدي وفقه الله أن لا يدخل في أمور لا يحسنها ويقول على الله بغير علم وعليه أن يقتصر على اختصاصه ففقط ومن قلة الأدب أن نقصر في حق رسول الله كمسلمين وكأنه يجهل خطوط الطول والعرض الوهمية ، وندافع بأعلى صوت عن ماركس ولنين وماو وبعض دعاة العلمانية من رسام صور رسول الله الكاريكاتورية كما لا يمكن لأي عاقل أن يستند على مغلوطات من التأويلات ليقول أن صحيح البخاري هش وأي هشاشة أكثر من عقل لا يعرف الوضوء والطهارة والإستقامة وتخلية النفس من الرذيلة وتحليتها بالفضيلة . وحتى أبرر موقف ردي على محمد مقصيدي إليكم كلمة يعرف بها نفسه ليتأكد القراء من يحارب الله ورسوله والبخاري يقول محمد مقصيدي عن نفسه : " فأنا من أنصار الحرية الشخصية ، وتلك حياتهما في السرير ولا يهمني الأمر . ولكنني أستغرب كيف لا يكذب أنصار الإسلام السياسي كتاب البخاري إلى الآن وهم الذين يهاجمون المثلية الجنسية بضراوة ويبرهنون أن الممارسة من الشرج فاحشة وتجلب الأمراض ؟؟؟؟ وهذا بيت القصيد الذي دفعني لكي لا أسترسل في الرد عن باقي الأبواب التي طرحها محمد مقصيدي وكفاني منه يكفوني أما الصحيح البخاري فسيبقى صحيحا إلى أن ينقر في الناقور .