طبعات مذهبة للقرآن الكريم تحيي مخطوطة عمرها 700 سنة "" قال محمد الداية رئيس المجمع العلمي العربي الإسلامي في بيروت أن الملك محمد السادس اقتنى نسخة مذهبة من القرآن الكريم ب 240 ألف دولار بمناسبة ختان ولي العهد الأمير مولاي الحسن في أبريل 2005 بمدينة فاس. وتعود النسخة إلى نهاية العصر العباسي ، وكتبت حروفها بماء الذهب على صفحات مزخرفة ،وفيما أوضح محمد الداية لوكالة "فرانس بريس" أن معدل كلفة النسخة من هذا المصحف تبلغ 100 ألف دولار ، إلا أن الملك محمد السادس دفع 240 ألف دولار (200 مليون سنتيم) مقابل النسخة ف"القرآن يوهب ولا يباع وفق الشريعة الإسلامية ، لذا لا نحدد مقابل النسخة ". وكشف محمد الداية أن المجمع العلمي العربي الإسلامي في بيروت اشتغل على مخطوطة للقران الكريم تعود إلى نهاية العصر العباسي "القرن الثامن ميلادي" ليصدرها في نسخ فخمة كتبت حروفها بماء الذهب على صفحات ازدانت بزخرفات ملونة. وشمل المشروع 500 نسخة لا يقل وزن الواحدة منها عن 15 كليلوغراما، واستغرق إعدادها خمسة عشر عاما وأنجزت اواخر التسعينات. ويقول الداية "ما زالت لدينا نسخ للراغبين باقتنائها"، رافضا تحديد عددها. ويحتفظ محمد الداية في منزله بنماذج متعددة الأحجام من المصحف الشريف توزعت في صناديق على شكل تحف فنية من الخشب والكريستال او في صناديق غلفت بجلد الثعبان او جلد الحية وهي مزينة بالنحاس المطلي بالذهب. ويروي الداية كيفية ولادة المشروع بالقول انه جال على متاحف العالم بحثا عن مخطوطة نادرة. ويقول "وجدت أفضلها حفوظة في متحف لندن وهي نسخة يعود تاريخها الى سبعمائة سنة ونيف أي الى اواخر العصر العباسي، وهي مخطوطة بخط الثلث النسخي نفذها الخطاط التركي الشهير في ذلك العصر احمد القرة حصارى". تقع المخطوطة في 707 صفحات بقطع 30-40 سنتمترا وفيها فقط ست صفحات مزخرفة اثنتان في اولها واثنتان في وسطها واثنتان في نهايتها. ويضيف "استحصلنا على اذن بتصوير المخطوطة من ادارة المتحف واستمرت عملية تصويرها على سلايدات مدة ثلاث سنوات ثم قامت مجموعة من امهر الخطاطين اللبنانيين والعرب بترميمها. ارسلت النسخ الى السعودية والازهر "مصر" لتوافقا على صحتها" باعتبارهما اعلى المرجعيات الاسلامية. ويقول "قررنا ان تشمل الزخرفة بالنمط نفسه والالوان نفسها، كل الصفحات". واستقدم المجمع ورقا خاصا من نوع "زندر" الالماني "بطبخة خصوصية لهذه الطبعة لا تستخدم لسواها على الاطلاق وتتميز بالمناعة الاكيدة ضد التاكل وضد كل اسباب التلف المعروفة"، بحسب ما يقول الداية. كما تم استقدام 15 لونا من الحبر من المانيا. وجرى تجليد النسخ اما بجلد الثعبان او جلد الحية او جلد النعامة او جلد الغزال وتمت زخرفة الغلاف بخطوط كتبت بماء الذهب من عيار 24 قيراطا. ويؤكد الداية ان عملية تحضير الورق والالوان والذهب "استغرقت ست سنوات" وان طباعة النسخ الخمسمائة "تطلبت اربع سنوات" وتجليدها "سنتين".