بقسط وافر من المتابعة والاهتمام، استأثرت مناورات "الأسد الإفريقي" لهذه السنة لتكون محط أنظار العديد من الملاحظين والمراقبين العسكريين ممثلين لدول شريكة وحليفة لكل من الرباط وواشنطن؛ أجمعوا على "الإشادة بدور هذا التمرين العسكري في استتباب السلم والأمن والاستقرار في القارة الإفريقية". ب"مرصد مصب وادي درعة"، الواقع شمالي مدينة طانطان، حَلت لجنة من الملاحظين العسكريين من 8 دول، عاينت طيلة يوم الثلاثاء 14 يونيو، مناورات عسكرية وتداريب ميدانية لقوات المدفعية والمشاة والمدرعات المغربية والأمريكية، كانت مبرمجة في إطار التدريبات المغربية الأمريكية المشتركة في دورتها ال19. استعداد وجاهزية المناورات والتداريب التي عاينت أطوارها جريدة هسبريس بميدان المناورات في مصب وادي درعة بطانطان، اكتست طابع "تمرين إعدادي وتحضيري للمناورات الختامية" المرتقبة بعد يوم غد الجمعة 16 يونيو، بالمنطقة نفسها، بحضور شخصيات عسكرية مغربية وأمريكية رفيعة المستوى. كما ركزت، حسب المعطيات المتوفرة، على إجراء مناورات عسكرية برية مشتركة بين وحدات من القوات المسلحة الملكية ونظيرتها الأمريكية؛ في حين شملت عمليات متنوعة الأهداف والمهام، أبرزها "إطلاق قذائف بالمدفعية الثقيلة، وإطلاق قذائف من مدرعات مغربية-أمريكية، مرفوقة بمناورات للمشاة باستخدام مركبات ثقيلة مصفحة حاملة للجنود". كما تم خلالها "تنفيذ عملية باستعمال آليات عسكرية تابعة لوحدات الهندسة العسكرية"، بغاية "فتح ممرات في حواجز من صنع العدو حيث تقوم هذه الآليات بإحداث انفجار كبير لتدمير تلك الحواجز وتمكين وحدات الشركاء من استكمال التقدم في ممرات آمنة في إطار تنفيذ مهمات الهجوم والهجوم المضاد". إلى جانب "ملاحظين عسكريين" قدِموا من 8 دول؛ هي سيراليون ومصر وليبيريا والبرتغال والرأس الأخضر وباكستان وأذربيجان وهنغاريا، أجريَت هذه المناورات تحت أنظار وتصفيقات مسؤولين عسكريين مغاربة وأمريكيين تقدمُهم الفريق محمد مقبوب، قائد القطاع العسكري لوادي درعة للقوات المسلحة الملكية. إشادات بالتخطيط والتنظيم بمجرد انتهاء هذه التداريب العسكرية البرية، لم يتوان عدد من الملاحظين العسكريين الحاضرين في التعبير عن "إعجابهم واندهاشهم بهذه المناورات الضخمة"، مؤكدين لهسبريس أنها "باتت تتصف بالتخطيط أو التنظيم المحكَم". المقدم البحري غريس رايلي، من قوات البحرية الأمريكية، قالت، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إنها "منبهرة حقا بمستوى تنظيم هذه العمليات المجراة في إطار تام من التعاون والتنسيق المغربي–الأمريكي"، مشددة على أن "التنسيق كان رائعا جدا". "ما شاهدناه مذهل حقا يعكس درجة عالية من التنسيق البيْني رائع المستوى الذي بلغه التمرين العسكري الأكبر في قارتنا"، بهذه العبارات تحدث ألفريد غبوندو، عميد جوي بالقوات الجوية لدولة سيراليون، مبديا "سعادته لحضوره كملاحظ لأطوار هذه المناورات العسكرية". وأجمل معلقا ضمن تصريح ل هسبريس: "عموما، يمكن القول إن هذا التمرين العسكري للأسد الإفريقي 2023 عرف نجاحا حقيقيا". من جهته، تفاعَل جي شارتو بوبي، رقيب رئيس من القوات المسلحة الليبيرية، ب"كثير من الإعجاب"، مشددا ضمن جوابه عن سؤال لهسبريس على "أهمية تمرين الأسد الإفريقي، وجودة عملياته المنسقة والمخطط لها بإحكام في تعزيز الأمن بمنطقة الساحل والصحراء". النسخة ال19 من هذا الحدث البارز تشتمل، فضلا عن أنشطة التكوين والمحاكاة في مجال أنشطة القيادة، على تمارين مشتركة ومناورات في مختلف المجالات العملياتية البرية والمحمولة جوا والجوية والبحرية وإزالة التلوث (النووي والإشعاعي والبيولوجي والكيميائي). واستهدفت بشكل أساسي "تطوير قابلية التشغيل البيني وتعزيز قدرات التدخل في إطار متعدد الجنسيات". وتستمر المناورات الأضخم في "القارة السمراء"، بمشاركة قُرابة 6 آلاف جندي يمثلون 14 بلدا إفريقيا ومن مختلف القارات، إلى غاية 16 يونيو الجاري في سبع مناطق مغربية؛ أبرزها المحبس الواقعة على بُعد أربعين كيلومترا فقط من الحدود المغربية الجزائرية.