ارتفع عدد حرائق الغابات في مقاطعة كيبيك الكندية إلى 156 حريقا نشطا؛ وهو ما جعل من موسم الحرائق لهذه السنة من أسوأ المواسم وأشدها، حيث تم إعلان حالة الطوارئ بهذه المقاطعة وإجلاء 11 ألف شخص عن منازلهم وأراضيهم. واعتبر جاستن ترودو، رئيس الوزراء الكندي، بأنه وقت مفزع لكثير من الناس في كندا. ويشكل النقص الكبير في القوى العاملة تحديا كبيرا للمقاطعات في مواجهة الحرائق؛ الأمر الذي دفع بوزير الموارد الطبيعية والغابات إلى القول إن كيبيك تواجه وضعا لم تشهده من قبل. وتواجه عدد من المقاطعات الكندية حرائق غابات نشطة واسعة النطاق؛ فقد امتدت الحرائق إلى ألبرتا وساسكاتشوان ونوفاسكوشيا بالإضافة إلى كيبيك، ما دفع السلطات إلى إجلاء السكان ومناشدتهم بعدم الذهاب إلى الغابات للحد من مخاطر الحرائق العرضية. كما دعت السلطات إلى توخي الحذر، حيث طلبت وزارة النقل والحركة الدائمة من السكان أن يظلوا يقظين بسبب احتمال وجود حيوانات كبيرة على شبكة الطرق، لا سيما في المناطق المحروقة. وتفاعلا مع تزايد الحرائق في كيبيك والنقص الكبير في القوى العاملة، قررت فرنسا إرسال مائة من رجال الإطفاء للمساعدة على إخماد الحرائق؛ فقد غرد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على حسابه ب"تويتر"، أمس الأحد، قائلا "إن فرنسا متحدة في رغبتها في المساعدة"، مضيفا: "أيها الأصدقاء الكنديون، التعزيزات قادمة"، معلنا عن أن "مائة من رجال الإطفاء الفرنسيين يستعدون لمحاربة النيران جنبا إلى جنب مع رفاقهم في كبيك". وكانت القوات المسلحة الكندية قد أرسلت أكثر من 200 جندي إلى كيبيك، بالإضافة إلى 200 فرد أرسلتهم سرية كيبيك، كما سيتم تدريب 200 رجل إطفاء إضافي في الأيام المقبلة. وتؤكد السلطات الكندية أن الحرائق قد أتت على أكثر من 2,7 ملايين هكتار من الغابات خلال سنة 2023 في البلاد، أي ما يوازي ثمانية أضعاف متوسط السنوات الثلاثين الماضية، مضيفة أن هناك 214 حريقا نشطا حاليا 93 من تلك الحرائق لم تتم السيطرة عليها. وحسب مختصين كنديين، فإن خطورة هذه الحرائق تزداد مع تغير المناخ والرياح القوية التي تساهم في انتشار الحرائق بسرعة؛ بالإضافة إلى الجفاف الذي يضرب البلاد لمدة تزيد عن أربع سنوات والذي تسبب في تجفيف النباتات وتحويلها إلى وقود قابل للاشتعال، ناهيك عن غياب أية تساقطات مطرية قريبة.