عقدت اللجنة الوطنية للاستثمارات أول اجتماع لها اليوم الأربعاء، في إطار ميثاق الاستثمار الجديد، ما أسفر عن المصادقة على حزمة من المشاريع الضخمة التي حفزت رؤوس أموال مغربية وأجنبية. الاجتماع الذي ترأسه عزيز أخنوش صادق على عدة مشاريع يقودها القطاع الخاص بقيمة 11.9 مليارات درهم، عددها 18 مشروعاً ستمكن من خلق 17500 منصب شغل مباشر وغير مباشر. وقال محسن جزولي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، في لقاء صحافي عقب اجتماع اللجنة، إن هذه الاستثمارات تشمل عدداً من القطاعات في جهات عدة، وتتيح العمل للنساء. وذكر جزولي أن هذه الاستثمارات كانت 70 في المائة منها مغربية، مع مساهمة الدولة بنسبة 5 في المائة في إطار المنح التي ينص عليها ميثاق الاستثمار الجديد. حزمة المشاريع الثانية كانت عبارة عن ثلاثة مشاريع لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) بقيمة 64.6 مليارات درهم، تهم المناجم والطاقة وتحلية مياه البحر، حيث ستقوم المجموعة بتوفير الماء لمراكش وآسفي. أما الفئة الثالثة من المشاريع فهي ذات طابع إستراتيجي، وعددها 6 مشاريع بقيمة 55 مليار درهم، ضمنها مستثمرون أجانب، حيث ستخضع للمفاوضات والدراسة في إطار اللجنة التقنية لمشاريع الاستثمار ذات الطابع الإستراتيجي قبل المصادقة عليها في اللجنة الوطنية للاستثمارات. الميثاق يحفز المستثمرين في حديثه إلى الصحافيين، أشار جزولي إلى أن "عدداً من المستثمرين قرروا الرفع من حجم المشاريع الاستثمارية للاستفادة من المنح التي يتيحها ميثاق الاستثمار الجديد، الذي يسعى إلى تشجيع القطاع الخاص لتصل حصته إلى الثلثين في أفق 2035 من إجمالي الاستثمارات، مقابل الثلث حالياً"، مردفا بأن "الهدف على المدى القريب هو الوصول إلى المناصفة سنة 2026". وذكر الوزير، الذي كان مرفوقاً بكبار المسؤولين عن الاستثمار، إن "أول ما يجذب المستثمرين بالدرجة الأولى إلى المغرب هو عنصر الاستقرار والأمن اللذين تنعم بهما المملكة، والرؤية الإستراتيجية بعيدة المدى للملك محمد السادس". وأضاف المسؤول الحكومي ذاته أن "الحكومة الحالية تعمل بوتيرة سريعة لتنفيذ البرامج، لتوفير مناصب الشغل للشباب، وتحقيق هدف 1 مليون منصب شغل في أفق 2026′′، مشيراً إلى أن "متوسط العمر في المغرب يناهز 29 سنة، مقابل 43 سنة كمتوسط في أوروبا، وهو عنصر جذب مهم للاستثمارات". العنصر الثالث الذي يساهم في جلب الاستثمارات الأجنبية هو الطاقات المتجددة، إذ قال جزولي إن "المملكة توفر أقل كلفة لإنتاج الطاقة بنحو 6 مرات أقل من الكلفة في السوق الأوروبية؛ ناهيك عنصر 'المعقول' الذي أعطى نجاحات في قطاعات عدة، من بينها السيارات والطيران". الالتقائية وتقييم السياسات في جواب عن سؤال لهسبريس حول حصيلة الوزارة في ما يخص الالتقائية وتقييم السياسات العمومية، قال جزولي إن "هذا الموضوع يحظى باهتمام بالغ وتتم متابعته عن كثب واستمرار لضمان تناسق السياسات العمومية والبرامج القطاعية، سواء تعلق الأمر بالطاقة أو الماء أو التعليم". وذكر الوزير أن "العمل جار لاعتماد إطار معياري (Cadre normatif) سيتيح التعامل مع السياسات العمومية لكل وزارة، والأخذ بعين الاعتبار ما تتضمنه مخططات التنمية الجهوية من أجل ملاءمة وتعديل المطلوب لتحقيق الالتقائية". كما أشار جزولي إلى "عمل على تحقيق الالتقائية وتقييم السياسات العمومية سيتم بعمل وثيق مع المندوبية السامية للتخطيط التي سيكون لها دور كبير في هذا الصدد، بناءً على تعليمات الملك، إضافة إلى البرلمان والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والمجلس الأعلى للحسابات". وحول انتقال مسؤولية المراكز الجهوية للاستثمار من وزارة الداخلية إلى الوزارة المنتدبة المكلفة بالاستثمار، أوضح الوزير أن "تفويض مسؤولية هذه المراكز سيتم قريباً بعد صدور المراسيم الضرورية"، وزاد: "الحكومة تسعى إلى خلق دينامية جديدة في إطار هذه المراكز من خلال العمل الجماعي"، نافياً أن تكون هناك قطيعة في عملها، "بل استمرارية تسعى إلى تسهيل الاستثمار جهوياً".