تواصل السلطات المغربية بكل حزم "حربها " ضد خطر التشيع الإيراني الذي بات يهددها خاصة في ظل التطورات الأخيرة حتى وصف البعض الأمر بأنه لم يعد ممكنا السكوت عنه أو تجاهله. ""
وباشرت مصالح الأمن في بعض المدن المغربية اعتقالات في صفوف بعض الأوساط على خلفية الانتماءات العقائدية.
واعتقلت مصالح الأمن في مدينة العرائش ثلاثة مواطنين من النشطاء الجمعويين وبعضهم لهم ميولات يسارية، وقامت الشرطة القضائية باستفسارهم عن ميولاتهم العقائدية وخصوصا فيما يتعلق باعتناق الفكر الشيعي، ودام الاستنطاق عدة ساعات قبل أن تخلي سبيلهم الشرطة بعد أن صادرت منهم بعض ممتلكاتهم.
ونفس الأمر جرى بمدينة الصويرة حيث اعتقلت المصالح الأمنية يوم الجمعة الماضي مواطنا عضوا في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في حين تم استدعاء مواطن آخر إلى مفوضية الشرطة بالمدينة القديمة وتم التحقيق معهما على خلفية الانتماء المذهبي والعقائدي، وتم اصطحابهما إلى منزليهما حيث تم تفتيش المنزلين وتم الإطلاع على بعض الكتب والتقاط صور لمحتويات البيت.
وتأتي هذه التحقيقات بعد الإعلان عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران قبل أكثر من أسبوعين وما رافق هذا الإجراء من انطلاق حملة تمشيطية ضد المؤلفات والمجلات الشيعية التي تغرق المكتبات الوطنية في مختلف المدن المغربية. واستعانت الجهات المعنية بوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في محاولة لحصر وضبط التواجد الثقافي والعلمي للمؤلفات والكتب الشيعية في المملكة ، كما جندت وزارة الأوقاف الوعاظ وخطباء الجمعة في معركتها ضد المد الشيعي الذي بات يهدد البلاد.
وكان بيان صدر السبت عن وزارة الداخلية أشار إلى أن السلطات ماضية في التصدي وبكل حزم لكل الممارسات المنافية لقيم المجتمع المغربي ولكل المنشورات والكتب والإصدارات التي ترمي للمس بقيم المغرب الدينية والأخلاقية. وترى مصادر مغربية أن الجهات الرسمية "تجاهلت" موضوع الشيعة المغاربة منذ فترة طويلة رغم علمها بتواجدهم ، وأشارت إلى توافر مجلات ثقافية شيعية وكتب لمراجع شيعية في كبرى المكتبات المغربية كما أن المعرض الدولي للكتاب الذي يعقد سنويا في الدارالبيضاء أصبح قبلة لدور نشر شيعية تسوق من خلاله ما شاءت من جديدها الثقافي والمعرفي. وأردفت المصادر تقول إن العديد من المنابر الإعلامية المغربية خصوصا المستقلة منها لم تهدأ عن إثارة موضوع الشيعة المغاربة ، لافتة إلى تنامي وجود مغاربة يتبنون الأفكار الشيعية رغم أنهم يعيشون بين أحضان بلد سني مالكي. وقال مقربون للملف الشيعي في المغرب إن المعركة الحالية ضد الشيعة والتشيع من شأنها أن تكون لها انعكاسات سلبية على مستقبل ضبط الخريطة المذهبية داخل المملكة ، خصوصا أن عددا من المغاربة أصبح الآن يعبر عن إرادته للتعرف أكثر على هذا المذهب الذي لا يعرفه إلا من خلال نموذج حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني.