أوردت معطيات رسمية أن العام الماضي يُعد الأكثر حرارة على الإطلاق في المغرب منذ أكثر من أربعين سنة، والأشد جفافاً منذ بداية الرصد الجوي في المملكة. وجاء في تقرير حالة المناخ لسنة 2022، الصادر عن المديرية العامة للأرصاد الجوية، أن العام الماضي كان متميزاً بالظواهر الجوية القصوى والجفاف والحرارة المرتفعة، حيث فاق متوسط الحرارة المعدل المناخي العادي لفترة 1981-2010 بحوالي 1.63 درجة مئوية. وذكرت الأرصاد الجوية أن ثمانين في المائة من عدد أيام السنة الماضية تميزت بحرارة فوق المعتاد، كما تم تحطيم عدة أرقام قياسية شهرية لدرجة الحرارة المتوسطة على المستوى الوطني. وتفيد المعطيات ذاتها بأن مدينة السمارة حطمت رقماً قياسياً لدرجة الحرارة العليا يوم 10 يوليوز 2022، حيث بلغت 49.2 درجة؛ كما تم تحطيم 5 أرقام قياسية خلال شهر ماي على مستوى مدن فاس والعرائش ومكناس ووجدة وسيدي سليمان. وبخصوص الموسم الفلاحي الذي يمتد من 01 شتنبر 2021 إلى 31 غشت 2022، قال التقرير إنه الموسم الأكثر جفافاً خلال الأربعين سنة الماضية، مع عجز سنوي في الأمطار بلغ حوالي 46 في المائة. كما أن السنة الماضية هي رابع سنة جافة على التوالي في المغرب. وسجل الموسم الفلاحي تساقطات مطرية تقدر ب102 ملم فقط مقابل 187 ملم كمعدل طبيعي، وحوالي 207.5 ملم ككمية أمطار على مستوى المناطق الزراعية مقابل 377 ملم كمعدل طبيعي. وإلى جانب ضعف التساقطات المطرية وارتفاع درجات الحرارة فقد كانت السنة الماضية متميزة بحرائق أتت بشكل غير مسبوق على 23 ألف هكتار من المساحة الغابوية، وتسببت في أضرار مادية وخسائر بشرية. ورصد التقرير عدة ظواهر جوية استوائية، إذ عرفت المناطق الجنوبية ومرتفعات الأطلس والسفوح الجنوبية الشرقية، وكذا الجزء الجنوبي من شرق البلاد، نشاطاً رعدياً هاماً خلال موسم الصيف، تسبب في عدة فيضانات خلفت أضراراً محدودة في الممتلكات. ومثلت العواصف الرعدية العام الماضي نسبة 44 في المائة من الظواهر القصوى، والثلوج ب20 في المائة، وموجات الحر ب20 في المائة؛ فيما كانت نسبة الرياح القوية في حدود 16 في المائة. وأشارت المديرية العامة للأرصاد الجوية إلى أن حالة المناخ بالمغرب تعد جزءاً من سياق عالمي يتميز بزيادة مطردة في تركيزات الغازات الدفيئة؛ ما جعل السنوات الثماني الماضية تصنف على الصعيد العالمي السنوات الأكثر حرارة على الإطلاق. ويتوقع أن يزيد متوسط درجات الحرارة عن المعدل الطبيعي في جميع أنحاء المملكة في أشهر ماي ويونيو ويوليوز من السنة الجارية. وحسب المعطيات الرسمية فقد تم تسجيل نقص عام وحاد للتساقطات المطرية على صعيد الأحواض المائية، كما تجاوز مجموع التبخر الاحتمالي المعدل العادي في جل مناطق الغرب، ما عدا في بعض أقاليم اللوكوس. كما أورد التقرير أن هطول الأمطار نتج عنه عجز يفوق 40 في المائة في 7 أحواض مائية من أصل 10 في المجموع. مميزات مناخ المغرب تشهد معظم مناطق المغرب، وخصوصاً الساحلية، مناخاً متوسطياً مع فصول شتاء معتدلة ورطبة، وصيف حار وجاف. ويبلغ متوسط هطول الأمطار السنوي حوالي 1200 ملم فوق الريف، كما يمكن أن تسجل تساقطات ثلجية في المناطق الجبلية في الأطلس والريف بين نونبر وأبريل. أما جنوب المغرب فيتميز بكونه أكثر جفافاً، حيث يسجل أقل 100 ملم من الأمطار في المتوسط كل عام. ويتجاوز متوسط درجات الحرارة السنوية 22 درجة مئوية في الجنوب والجنوب الشرقي، فيما تتراوح بين 12 و18 درجة مئوية في الارتفاعات والهضاب العالية. ووفقاً لمعطيات التقرير فإن درجة الحرارة اليومية القصوى تتجاوز في الصيف في كثير من الأحيان 40 درجة في المناطق الداخلية، فيما تنخفض درجة الحرارة الدنيا إلى أقل من 0 درجة في المناطق الجبلية. كما عرفت سواحل البحر الأبيض المتوسط وشرق المضيق خلال أبريل من العام الماضي أمواجاً شديدة الخطورة، حيث وصل ارتفاعها إلى ما بين 4 و7 أمتار، بينما سجل أقصى ارتفاع 12 متراً خلال فترة امتدت من 10 إلى 14 ثانية. وجاء في المصدر ذاته أن هذه الموجات الخطيرة نتجت عن رياح شرقية قوية هبت فوق البحر الأبيض المتوسط والمضيق على ارتفاع حوالي 1000 كيلومتر، لمدة كانت كافية لإحداثها.