أفادت المديرية العامة للأرصاد الجوية، أن سنة 2020 كانت السنة الأكثر حرارة على الإطلاق في المغرب، محتلة بذلك الرتبة الأولى أمام سنتي 2017 و2010. وأوضحت المديرية، في بلاغ لها بخصوص الملخص المناخي للمغرب لسنة 2020، أن متوسط الحرارة لهذه السنة فاق المعدل المناخي العادي لفترة 1981-2010 بحوالي 1,4+ درجة مئوية، موضحة أن السنة ذاتها، تميزت من جهة بارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة السنوية الدنيا والعليا بشكل غير عاد، ومن جهة أخرى بنقص في هطول الأمطار في جميع أنحاء البلاد. الخبير المناخي، محمد بنعبو، كشف أن سنة 2020، تجاوزت 2017 و 2010 في صدارة السنوات الأعلى حرارة بالمغرب، "ليكون بذلك العقد الماضي ناقوس خطر يستلزم التعجيل باتخاذ خطوات تضع حدا لظاهرة الاحترار العالمي". وانتهت سنة 2020 بمعدل حرارة أعلى ب1.40 درجة، ليفوق متوسط الحرارة لهذه السنة المعدل المناخي العادي لفترة 1981/2010، وهو المعدل نفسه الذي سجل عام 2017. هذا الاحترار، يؤكد المتحدث تتجاوز أهداف اتفاق باريس الذي يروم الإبقاء على ارتفاع معدل الحرارة تحت مستوى الدرجتين مئويتين، وإذا أمكن 1.5 درجة مئوية. وتابع الخبير المناخي في تصريح لموقع القناة الثانية، أنّ الإعلان عن سنة 2020 الأعلى حرارة على الإطلاق في المغرب، يأتي بالموازاة مع تأكيد منظمة الأرصاد الجوية العالمية على أن سنة 2020 تبقى من ضمن الثلاث سنوات الأكثر دفئا والأكثر حرارة، الأمر الذي يتطلب من الدول الأطراف في الاتفاقية الإطار لتغير المناخ. وعلى المستوى العالمي، لفت بنعبو إلى أن ارتفاع درجة حرارة اليابسة أسرع من ارتفاعها في المحيطات وأن بعض المناطق ترتفع درجة حرارتها بشكل أسرع، كالقطب الشمالي، حيث كانت درجات الحرارة في عام 2020 أعلى بست درجات مئوية عن المعدل المرجع، حيث في هذه المنطقة القطبية الشمالية نفسها، وخصوصا في سيبيريا، اتسمت سنة 2020 أيضا بموسم نشطت فيه حرائق الغابات "على نحو استثنائي"، وانبعث منها 244 ميغا طن من ثاني أكسيد الكربون، أي "أكثر بما يفوق الثلث مقارنة بالرقم القياسي المسجل عام 2019". وأكّد المتحدث أنّ "الأسوأ لم يأت بعد"، مشيراً إلى ارتفاع معدل حرارة الكوكب ما لا يقل عن 1.2 درجة مئوية عما كان عليه قبل العصر الصناعي. مبرزاً أن هذا الارتفاع رافقته عدد من الكوارث المناخية، ومع ذلك، لا تزال الالتزامات الحالية للدول فيما يتعلق بالحد من انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة دون أهداف اتفاق باريس. وبالعودة لمعدلات الحرارة بالمغرب، تميزت سنة 2020 بارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة السنوية الدنيا والعليا بشكل غير عادي ومن جهة أخرى بنقص في هطول الأمطار في جميع أنحاء البلاد، أما على المستوى الشهري شهد المغرب حالة مناخية استثنائية ملحوظة خلال شهري فبراير ويوليوز، حيث كان شهر فبراير جافا للغاية من ناحية التساقطات ودافئا من ناحية الحرارة، كما تميز شهر يوليوز بحرارة شديدة حيث عرف تحطيم عدة أرقام قياسية في مناطق عديدة من المغرب، في مقدمتها مدينة فاس التي عرفت خلال شهر فبراير تسجيل رقم قياسي جديد للمعدل الشهري للحرارة العليا بمعدل 23،78 درجة مئوية متجاوزا بذلك الرقم القياسي السابق ب2،24 درجة مئوية، كما تم تحطيم الرقم القياسي لشهر يوليوز ب 2،15 درجة مئوية حيت تم تسجيل 40،4 درجة مئوية، أما مدينة المحمدية فقد عرفت تسجيل رقم قياسي جديد للمعدل الشهري للحرارة الدنيا خلال شهر فبراير 2020 ب 22،28 درجة مئوية. وأبرز المتحدث أن موسم الجفاف "كان له الأثر المباشر على المحصول الزراعي حيث تم تسجيل عجز سنوي شامل فيما يخص التساقطات في كامل ربوع المملكة فاق ٪50 في المناطق المتواجدة شمال مراكش ومنطقة سوس ماسة والأطلس الصغير، وكذا انعدام شبه تام للتساقطات في الأقاليم الجنوبية، مما كان له الاثر على الحمولة المائية لمجموعة من السدود كان في مقدمتها سد يوسف بن تاشفين الذي سجل أرقاما قياسية وخطيرة". وحسب بنعبو، تعتبر هذه السنة من بين الأربع سنوات الأكثر جفافا التي عرفها المغرب منذ سنة 1981، إذ ناهز العجز السنوي حوالي ٪33 خلال الموسم الزراعي الممتد من فاتح شتنبر 2019 إلى 31 غشت 2020 مما أثر على الإنتاج الوطني للحبوب الذي شهد انخفاضا بنسبة ٪39، مقارنة بموسم 2018/2019، و ٪57 مقارنة بسنة متوسطة منذ 2008. وأشار المتحدث أن الموسم الفلاحي 2019-2020، يعتبر من بين الأربع مواسم الأكثر جفافا ومتخلفا بقليل عن مواسم الجفاف التاريخية 1992/1993 و 1994/1995 و1998/1999، مع معدل هطول وطني بلغ 131.2 ملم أي بعجز كبير يعادل 33,3% على اعتبار أن موسم 1993 ما زال يعتبر أجف موسم في المغرب.