قالت مصادر محلية ومن المخابرات إن الأردن نفذ ضربتين جويتين نادرتين، اليوم الاثنين، على جنوبسوريا حيث أصاب مصنع مخدرات مرتبطا بإيران وقتل مهربا يُزعم أنه كان وراء عمليات تهريب كبرى عبر الحدود بين البلدين. وأضافت المصادر أن إحدى الضربتين أصابت مصنع مخدرات مهجورا في محافظة درعا بجنوبسوريا مرتبطا بجماعة حزب الله اللبنانية، المدعومة من إيران والمتحالفة مع الحكومة السورية. وتسببت الضربة الثانية على قرية الشعاب في محافظة السويداء المجاورة، بالقرب من الحدود الأردنية، في مقتل مهرب المخدرات السوري البارز مرعي الرمثان وأفراد أسرته في أثناء تواجدهم بالمنزل. وقال ريّان معروف، وهو باحث سوري يتابع ملف تجارة المخدرات، إنه جرى تدمير منزل الرمثان والمصنع. وأضاف معروف أن من المعتقد أن مصنع المخدرات في بلدة خراب الشحم في درعا كان نقطة التقاء لمهربين يدفعون أموالا من حزب الله، مؤكدا روايات مصادر محلية مطلعة على الأمر. وأفادت مصادر من المخابرات الأردنية ومن أجهزة مخابرات في المنطقة بإن الرمثان، وهو تاجر مخدرات كبير في جنوبسوريا، جنّد مئات من عمال النقل البدو الذين انضموا إلى صفوف الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران وذات النفوذ في جنوبسوريا. وتقول مصادر قضائية إن محاكم أردنية حكمت عليه غيابيا بالإعدام مرات عدة في السنوات الماضية بتهمة تهريب المخدرات. وأكد مصدران من أجهزة مخابرات في المنطقة ومصدر دبلوماسي غربي يتتبع الوضع في جنوبسوريا أن طائرات حربية أردنية قصفت الهدفين المرتبطين بالمخدرات في غارتين نادرتين داخل سوريا منذ بدء الصراع المستمر هناك منذ أكثر من 10 سنوات. ولدى سؤاله خلال مؤتمر صحافي، رفض وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي تأكيد أن بلاده نفذت الضربتين. وقال: "عندما نتخذ أي خطوة لحماية أمننا الوطني ومواجهة أي تهديد له، سنعلنها في الوقت المناسب". والأردن وجهة رئيسية للكبتاجون، وهو مادة مخدرة رخيصة الثمن من الأمفيتامين تسبب الإدمان، كما أنه نقطة عبور لهذه المادة إلى دول الخليج. وتقول دول غربية وعربية إنه يتم إنتاج هذا المخدر في سوريا وتصديره منها. وتنفي حكومة الرئيس السوري بشار الأسد تورطها في صناعة المخدرات وتهريبها. وتقول إيران إن هذه المزاعم جزء من مؤامرات غربية تستهدفها. كما ينفي حزب الله ضلوعه في تجارة المخدرات ويقول إن مزاعم الأردن انعكاس لحملة واشنطن لتقويض نفوذ إيران في المنطقة. وجاء القصف بعد أيام من تهديد وزير الخارجية الأردني بتوجيه ضربات جوية داخل سوريا إذا لم تكبح دمشق عمليات التهريب. وقال الصفدي إن حرب المخدرات المرتبطة بإيران تشكل تهديدا ليس فقط للأمن القومي الأردني، ولكن أيضا لدول الخليج. وقال مسؤولان تحدثا شريطة عدم كشف هويتهما إن الضربات كانت رسالة إلى دمشق بأنه لا ينبغي لها أن تخطئ في تصميم عمَّان على المضي قدما في هذا الملف بينما تقود في الوقت ذاته جهودا عربية لإنهاء مقاطعة سوريا. ويقول مسؤولون أردنيون إن مخاوفهم من زيادة تهريب المخدرات أُثيرت في الأشهر الماضية خلال اجتماعات أمنية مع السلطات السورية، وإنهم تلقوا تعهدات لكنهم لم يروا أي محاولة حقيقية لتضييق الخناق على هذه التجارة.