أكدت مودة عمر حاج التوم، سفيرة جمهورية السودان المعتمدة لدى المملكة المغربية، أن "الاتصالات بين السودان والمغرب مستمرة-في الاتجاهين-بخصوص عمليات الإجلاء المتواصلة"، واصفة الأمر الملكي الذي أعلنت عنه وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أمس الإثنين، المتعلق بنقل المواطنين المغاربة العالقين في السودان على إثر تدهور الأحداث الميدانية الأخيرة في هذا البلد الشقيق، ب"غير المستغرب، بل كان متوقعا". وقالت مودة عمر حاج التوم، في حوار مصور مع جريدة هسبريس الإلكترونية يُنشر كاملا قريبا، إن "الرعاية الملكية ليست غريبة عن جلالة الملك. ومنذ قدومي إلى هنا، رأيته لم يألُ جهداً في أن يرعى أحوال كل المغاربة، وليس فقط الموجودين بالمغرب، بل كافة المغاربة الموجودين أيضاً في الخارج، إلى درجة أن لديهم وكالة خاصة بهم تسهر على ضمان اعتبار خاص بهم"، لافتة إلى أن "رأيهم يظل مسموعا لدى القيادة السياسية للبلد، وعلى رأسها جلالة الملك". وتابعت المسؤولة الدبلوماسية السودانية بالرباط بأن "السودان تلقَّفَ أمر إجلاء المواطنين المغاربة بكل فرح وسرور"، مشددة على ذلك بالقول: "نعمل مع كل الجهات على أرفع وأعلى المستويات لإنفاذ هذا الأمر وإنجاحه، باعتباره رعاية سامية بناء على تعليمات سامية تلقى كل العون والعضد والسند من طرف كل الجهات الرسمية في السودان، وعلى رأسها وزارة الخارجية والقوات المسلحة السودانية". وفي نبرة تطمين واضحة بخصوص سير وتأمين عمليات الإجلاء، قالت سفيرة السودان بالمغرب متحدثة لهسبريس: "ستسمعون خيرا في مقبل الأيام بإذن الله". جدير بالتذكير أن التعليمات الملكية لتأمين عودة المواطنين المغاربة من هذا البلد جعلت السفارة المغربية بالخرطوم تتفاعل، في مرحلة أولى، بتنظيم قافلة برية انطلاقا من العاصمة الخرطوم في اتجاه مدينة بورتسودان، استفاد منها أكثر من 200 من المواطنين المغاربة المقيمين بالسودان أو الذين تزامن تواجدهم في هذا البلد مع هذه الظرفية الداخلية الصعبة، حسب بلاغ للخارجية المغربية توصلت به هسبريس. وبحسب البلاغ ذاته، الذي صدر مساء أمس الإثنين 24 أبريل، فقد "وصلت القافلة البرية بسلام مساء اليوم نفسه إلى مدينة بورتسودان"، في أفق ترحيل المغاربة عبر بواخر إلى مدينة جدة السعودية. وتستمر عمليات إجلاء المغاربة العالقين بالسودان من مدينة الخرطوم إلى مدينة بورتسودان، قبل نقلهم إلى مدينة جدة السعودية على متن باخرة. وحسب المعطيات التي حصلت عليها هسبريس من مصدر مطلع، فقد أمضى أفراد المجموعة الأولى من المغاربة ليلتهم بمدينة بورتسودان في شقق وفرتها لهم السفارة المغربية، بعد نقلهم على متن أربع حافلات من الخرطوم. ويرتقب وصول مجموعة ثانية من المواطنين المغاربة من الخرطوم إلى بورتسودان اليوم الثلاثاء، بعدما تم الاتفاق على الالتقاء في نقطة آمنة خارج العاصمة السودانية حيث تنتظرهم حافلات وفرتها سفارة المملكة المغربية. وأوصت السفارة مغاربة السودان بسلك "طرق آمنة ومحمية" للوصول إلى نقطة الالتقاء. وقد تم في مرحلة أولى توفير سبع حافلات تتسع كل واحدة ل49 راكبا. كما من المرتقب أن يتم تنظيم "جسر جوي"، بتنسيق مع الخطوط الملكية المغربية، لتأمين عودة المواطنين المغاربة وعائلاتهم بالسودان إلى أرض الوطن في أحسن الظروف، وفق التعليمات ذاتها.