أن تكتب معناه أنك تبحث عن المتاعب، ومهنة الصحافة هي أم المتاعب. فالصحافيون المغاربة أصحاب القلم الصادق والكلمة المعبرة التي تصيب أكثر من هدف، يجدون صعوبة في فهم الواقع الجديد الذي يعيشه المغرب بعد أن بويع الملك محمد السادس ملكا للبلاد. أقصد أن علامات الاستفهام لمحاولة فهم هذا الواقع تكاثرت، في الوقت الذي اعتقد فيه العديدون من أبناء صاحبة الجلالة أننا نسير في طريق عنوانه المكاشفة والوضوح والشفافية. "" في الوقت الذي يعطي فيه الملك الدرس والعبر في الالتزام وحسن السير والسلوك، رأينا كيف خرق القانون من أحد أقرب المقربين من العائلة الملكية لعلكم تتذكرون جيدا حادثة حسن اليعقوبي. ناهيك عن أبناء الوجهاء الدين خرقوا كل القوانين ولم ينفذ في حقهم أي إجراء. "طواو اللعب". رجال أردنا أن يغيروا هذا الواقع من خلال مناصبهم الجديدة، فرأينا كيف غيرت المناصب في شخصيتهم، أحمد حرزني الذي نصرته الصحافة الوطنية في أحلك الظروف أيام سنوات الرصاص، كان سيفه عنيفا وهو يشهر ورقة المتابعة القضائية ضد صحافة حرة. رفع شعار "المصالحة"، فظهرت الأعمال "الانتحارية" التي خاصمت المغرب مع "إسلامييه". تحدثنا عن الملك الغني في دولة الفقراء، فخسر الملك ربع ثروته. حلمنا بالبترول، فصدمنا بكابوس "تالسينت". جرى الحديث عن مغرب منسجم، فظهرت دعوات إلى الانقسام في الأقاليم الجنوبية والريف والأمازيغ... رفع شعار مغرب العقلانية، فظهر لنا الشريف المكي الرجل الخارق الذي يداوي مرضاه ب "الصعقات الكهربائية المشافية". رفع شعار "العهد الجديد"، فعادت مظاهر مغرب الاختطافات والاعتقالات والتعذيب إلى الواجهة من جديد لكن هذه المرة بمسدس كاتم الصوت. رفع شعار "التلفزة تتحرك"، فخسرنا تلفزة كانت سابقة في تاريخ الحريات الفردية في المغرب قبل تأميمها وهجر المشاهدون تلفزة بلادهم. عصر ثورة مدونة المرأة، شهد أكبر حالات الطلاق والعزوف عن الزواج، ناهيك عن600 حالة إجهاض بالمغرب يوميا حسب آخر الإحصاءات. قلنا يحيى بنيحي "طلع راجل" في سبتة، لقيناه بخبيزتو في لقطة شاعلة مع الراقصة "نور" نورا" ماعرفتش. ماهو الحل إذن؟ كلما رفعنا شعارا سقط، وكلما ملأنا بياضا جف الحبر، وكلما فتحنا ثقبا في التاريخ لمحاولة فهم الحاضر، ازدادت الثقوب اتساعا. ماهو الحل إذن؟ الحل أن نقطع حبل الحلم حتى لانفقد الحلم.