حول غلاء الأسعار بالمغرب نظم عشرات البيضاويين وقفة احتجاجية بقلب العاصمة الاقتصادية للمملكة، مساء السبت، للتنديد بتدهور القدرة الشرائية للمواطنين في ظل ضعف الأجور. وصدحت حناجر المحتجين بالعديد من الشعارات، التي دعوا من خلالها الحكومة إلى اتخاذ إجراءات عملية للحد من تأثير ارتفاع الأسعار، مؤكدين أن الفئات الفقيرة لم تعد قادرة على تحمّل غلاء المعيشة. ودعت الجبهة الاجتماعية المغربية إلى احتجاجات وطنية متزامنة في كل أنحاء البلاد بعد تأدية صلاة التراويح من أجل انتقاد الوضعية الاجتماعية المعقدة التي تعانيها الطبقتان المتوسطة والفقيرة منذ أشهر. يونس فراشين، المنسق الوطني للجبهة الاجتماعية المغربية، قال إن "المغاربة اكتووا بنار الأسعار بشكل غير مسبوق منذ 30 سنة"، مبرزاً أن "الحكومة عاجزة عن مواجهة هذه الوضعية الاجتماعية المعقدة". وأضاف فراشين، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "السياسات العمومية المتخذة تسعى إلى تفقير المغاربة لأن الغلاء لا يرجع فقط إلى الظرفية الدولية، بل مرده أيضا إلى المضاربات التي يقوم بها السماسرة". وأوضح أن "الغلاء يعود كذلك إلى حصيلة بعض المخططات الفلاحية التي أوصلت البلاد إلى النفق المسدود"، لافتاً إلى أن "المغاربة خرجوا للاحتجاج في توقيت موحد بأغلب المدن على ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية". فيما أبرز عبد الغني الراقي، عضو الجبهة الاجتماعية المغربية، أن "الاحتجاجات الحالية نظمت ب59 نقطة جغرافية خلال توقيت موحد، بهدف إيصال صوت المحتجين إلى المسؤولين بالحكومة". واستطرد الراقي، في حديث لهسبريس، قائلا إن "النشطاء تجاوبوا بشكل ناجح مع دعوات الاحتجاج، نظرا إلى التضخم الاقتصادي غير المسبوق الذي تعيشه البلاد منذ سنوات". وأردف أن "الجبهة سبق أن نظمت عدة أشكال احتجاجية في الأشهر الماضية، أبرزها المسيرة الوطنية في 4 دجنبر من العام الفارط، وستواصل خوض الوقفات والمسيرات إلى حين تجاوب الحكومة مع المطالب الاجتماعية للمغاربة". وخلص الراقي إلى أن "الحكومة غائبة عن المشهد الاجتماعي رغم توقيعها الاتفاق المشترك مع الحركة النقابية منذ سنة، حيث وعدت الشغيلة بالزيادة في الأجور وتخفيف العبء الضريبي، لكنها قامت بتأجيل ذلك إلى حدود الساعة".