الصداع النصفي هو اضطراب عصبي يصيب نصف الرأس، وهو مرض مزمن ويكون مصحوبا بظواهر جسدية ونفسية، وفي العادة تبدأ نوبات الصداع النصفي بالأورة، وهي اضطراب إدراكي للحواس. الأورة قال البروفيسور هارتموت جوبل إن نوبات الصداع النصفي عادة ما تسبقها أورة تستمر من 20 إلى 30 دقيقة، وبعدها تنحسر هذه الأورة وتبدأ نوبة الصداع النصفي بالشعور بالألم. وأوضح طبيب الأعصاب الألماني أن الأورة تتميز عن طريق تشوش المجال البصري في عين واحدة، وغالبا ما يرى المصاب خطوطا متعرجة تنتشر أكثر وأكثر وتشكل حوافا ملونة. وفي بعض الأحيان توجد بقع لا يمكن رؤية شيء من خلالها، وهنا تصبح بعض المهام كالقراءة أمرا صعبا، فضلا عن أن المصاب قد يجد صعوبة في الرؤية. الأعراض ويمكن أن تظهر الأعراض على شكل دوار أو تعب أو وخز في اليدين على سبيل المثال، إلى جانب عدم القدرة على الكلام بشكل صحيح وفقدان التركيز، وقد تصل إلى فقدان الوعي والصرع. ويرجع السبب في الصداع النصفي والأورة إلى أن المرضى يطورون معالجة فطرية خاصة للمثيرات في الدماغ. وأوضح جوبل أن الجهاز العصبي يتعرض باستمرار ل"جهد عال". وتستقبل أدمغة المرضى هذه المثيرات بشكل أسرع، كما أنها تعالجها بسرعة كبيرة جدا. ومع تدفق عدد كبير من الانطباعات بشكل مفاجئ، ينتج نشاط حاد للخلايا العصبية قد يترتب عليه انهيار لمصدر الطاقة فيها. وأضاف جوبل أن هذا سيعني انحراف السيطرة على الأعصاب، وبالنظر إلى احتياج القشرة البصرية في المخ لقدر كبير من الطاقة بشكل خاص، فإن الاضطرابات البصرية ستكون النتيجة الحتمية أو ما يعرف بالأورة. طلب الإسعاف من جانبه، أوصى طبيب الأعصاب الألماني شارلي جاول بطلب الإسعاف عند حدوث نوبة الصداع النصفي للمرة الأولى، أو إذا كانت بأعراض غير معتادة أو شديدة عن كل مرة. ويُوصَى في الوقت ذاته بإيقاف أي أنشطة قد تتسبب في مشاكل مع الصداع النصفي، كالقيادة مثلا، والانتظار إلى حين هدوء الأعراض. وأشار جاول إلى أن هذه الحالة لا تستدعي قلقا من الإصابة بمشاكل كبيرة مثل السكتة الدماغية أو أن يكون أحد أمراض المخ هو المتسبب. وهنا يوصى باتباع نظام حياة صحية يقلل من أمراض القلب والأوعية الدموية. العلاج أكد جاول أنه لا توجد أدوية أو علاجات منزلية متاحة لعلاج الحالات الحادة، لكن هناك أدوية يمكن للمرضى تناولها بشكل وقائي لتقليل الصداع النصفي. وبالنسبة لأدوية التريبتان-وهي أدوية يتم تناولها لتخفيف الصداع النصفي الحاد-فإن الأطباء يوصون بألّا يتم تناولها إلا بعد هدوء الأورة وقد كان يعتقد أن آلية عمل هذه الأدوية تعتمد على تضييق الأوعية الدموية في المخ، وهو السبب في أنه لا ينبغي تناول أدوية التريبتان أثناء الأورة، لكن الحقيقة أن هذه الأدوية تعول بشكل أساسي على إطلاق النواقل العصبية. وقال جاول إن بعض الدراسات أشارت إلى أن تناول التريبتان أثناء الأورة قد لا يكون له التأثير المثالي على نوبة الصداع النصفي. ويضاف إلى هذا الوضع في الاعتبار فترة امتصاص الدواء قبل إطلاق تأثيره، وخلال هذه الفترة في الغالب ما تكون الأورة قد انتهت. وهنا ينصح باستشارة الطبيب لعمل اللازم مع كل حالة حسب ما يناسبها. الوقاية ينصح الأطباء للوقاية من الصداع النصفي بالابتعاد عن التوتر، واتباع نظام حياة صحي يقوم على ممارسة الرياضة وشرب السوائل الكافية للجسم والنوم الجيد، واتباع نظام غذائي صحي والابتعاد عن المشروبات والأطعمة المحتوية على الكافيين والتيرامين والجلوتومات أحادية الصوديوم والنترات.