"توقيع النقابات لا يعني أننا منحنا الحكومة شيكا على بياض لتفعل ما تشاء"، من بين انتقادات أخرى صرح بها رابع رجل في الدولة، النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، في نشاط للاتحاد العام للشغالين بالمغرب بقلعة السراغنة، أثارت امتعاض قيادات استقلالية وقيادات أخرى في أحزاب الأغلبية. هذه التصريحات أغضبت أعضاء داخل الأغلبية، إذ قال مصدر من الأغلبية لهسبريس إن التصريحات "كانت مفاجئة من شخص يشارك حزبه في التحالف الحكومي"، مضيفا أن "هذا الأمر غير مقبول، وسيتم التعامل معه بالشكل المناسب". وفي حديث لهسبريس مع عضو باللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، قال إن "ميارة رئيس مجلس المستشارين، لديه هوامش التصرف ويعي ما يفعل". وأضاف أن "ميارة لم يستشر أحدا من قيادات الحزب، ويتحمل مسؤوليته ونحن نسانده ونتضامن معه". من جانبه، أوضح نور الدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب، أن "ميارة أدلى بالتصريحات بقبعة النقابي"، مضيفا: "فعلا، الشارع يشتكي من غلاء الأسعار، وميارة قام بجولة في مختلف جهات المملكة وكان النقاش فيها حول ارتفاع الأسعار". وأورد القيادي الاستقلالي، في تصريح لهسبريس، أن النظام الأساسي لنقابة الاتحاد العام للشغالين يؤكد استقلاليتها، "لذلك فالكلام يلزمه كنقابي ولا يلزمنا كحزب في شيء"، مضيفا أن "اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال تضم 28 شخصا، وإذا تحدث منهم عضو واحد بهذا الشكل، فهذا يكرس دولة الحق والقانون والديمقراطية". ورفض مضيان أن تستغل المعارضة هذا التصريح، معتبرا أن "لكل مقام مقال، والحكومة متضامنة ومتماسكة، وميثاق الأغلبية لا يتحدث عن الاتحاد العام للشغالين، وإنما عن ثلاثة أحزاب"، وتابع: "النقابة غير موقعة على الاتفاق، ورغم ذلك تساند الحكومة من بعيد". وكان ميارة قد وجه انتقادات لاذعة للحكومة، متهما إياها بعدم اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة ارتفاع الأسعار والمضاربين.