أعطيت، مساء السبت بوجدة، انطلاقة فرع شركة "APTIV" لصناعة أسلاك السيارات (الكابلاج) من طرف وزير الصناعة والتجارة، والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والانتقائية وتقييم السياسات العمومية، ووالي جهة الشرق، ورئيس مجلس الجهة، والمدير العام للمركز الجهوي للاستثمار بجهة الشرق. ويأتي تدشين هذا المصنع، الذي سيوفّر آلاف مناصب الشغل، في سياق فعاليات "شرقيات المستثمر" المخلّدة لذكرى مرور 20 سنة على الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس بمدينة وجدة يوم 18 مارس 2003، والذي أطلق خلاله المبادرة الملكية لتنمية جهة الشرق. وفي هذا السياق، قال رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، بعد 20 سنة على الخطاب الملكي المؤسس لفترة جديدة لتنمية جهة الشرق، "نحتفل اليوم بتدشين أول مصنع لأجزاء السيارات بالجهة الشرقية". وأضاف مزور، في تصريح لهسبريس، أنه تبيّن ب"الدليل والبرهان أن هذه الجهة بإمكانها أن تستقطب استثمارات شركات عالمية بكل تنافسية وجودة وكفاءة"، مشيرا إلى أن "هناك كفاءات أظهرت، بعد أسابيع قليلة، أنها في مستوى الإنتاج العالمي دون تسجيل أي خلل في الجودة". من جانبه، قال عبد النبي بعيوي، رئيس مجلس جهة الشرق، إن توطين الشركة الأمريكية العملاقة في مجال صناع أسلاك السيارات، ساهم كمرحلة أولى في إتاحة 600 منصب شغل، مشيرا إلى أنها ستوفّر إلى غاية سنة 2024 زهاء 3500 منصب شغل. وأضاف بعيوي، في تصريح لهسبريس، أن هذا المشروع، الذي يوجد على بعد أمتار من الشريط الحدودي المغربي الجزائري، سيستفيد منه أبناء هذه المنطقة، مؤكداً أن الشركة فتحت أبوابها من أجل تشغيل هذه الفئة. وأبرز أن انطلاقة هذه الشركة تعد مقدّمة لمشاريع كبرى سيتم الإعلان عنها في الأشهر المقبلة، بفضل قرب بداية الاستفادة من ميناء الناظور غرب المتوسّط باعتباره قاطرة الجهة. فيما اعتبر هوبان اسيد محمد، مدير الموارد البشرية لشمال إفريقيا بمجموعة "APTIV"، أن "تحقيق هذا الإنجاز بإعطاء الانطلاقة الرسمية والفعلية لعمل هذه الشركة بوجدة أثمره التعاون بين الشركة وجميع المتدخّلين المباشرين وغير المباشرين، من بينهم ولاية جهة الشرق ومجلس الجهة والمركز الجهوي للاستثمار". وأضاف هوبان، في تصريح لهسبريس، أن "APTIV" هي أول شركة عالمية تستثمر في جهة الشرق، معرباً عن طموحه "في أن تكون هذه التجربة قاطرة محفّزة لمستثمرين جدد من أجل توطين شركات أخرى بالمنطقة"، مشددا على دور جودة اليد العاملة في إتاحة مردود محفّز لمستثمرين آخرين. وقال إن المجموعة موجودة بالمغرب منذ سنة 1999، مضيفا "نوفّر حوالي 17 ألف منصب شغل في كل من طنجة والقنيطرة ومكناس، كما نطمح إلى توفير ما بين 3000 و3500 منصب شغل مباشر في أفق سنة بفرع وجدة، دون احتساب مناصب الشغل غير المباشرة". وكان مجلس جهة الشرق قد وضع حجر أساس بناء الشركة في يناير من السنة الماضية على مساحة حوالي 8 هكتارات، وتبلغ كلفته المالية حوالي 394 مليون درهم.