تستمر الآلة الدعائية الجزائرية في المساس بمصالح المملكة الاستراتيجية على مستوى الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، حيث يعبئ النظام العسكري موارد مالية مهمة لزعزعة استقرار المغرب ودعم الانفصال في الصحراء. وباتت الجزائر، في الآونة الأخيرة، تُجند مدونين غربيين وتقوم بتعبئتهم من أجل إنتاج محتوى سلبي عن المغرب، وفقا لما نقلته صحيفة Maghreb intelligence، حيث يخضع هؤلاء لتوجيهات ضباط الأجهزة الأمنية وموظفي الخدمة المدنية لخلايا المراقبة التي أنشأتها وزارة الخارجية الجزائرية من أجل "الترويج لصورة الجزائر في الخارج". ويسعى النظام العسكري الجزائري من وراء هذه الاستراتيجية إلى ركوب الموجة المعادية للمغرب التي ظهرت في فرنسا وأوروبا في أعقاب قرار البرلمان الأوروبي بشأن وضعية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في المملكة. وحسب المصدر نفسه، فقد ظهر هذا المشروع بعد النجاح الكبير في حشد العديد من مدوني الفيديو الفرنسيين الذين قاموا برحلات متتالية إلى الجزائر طوال عام 2022 لإنتاج محتوى وفيديوهات ترويجية لصالح الجزائر ومناطق الجذب السياحي فيها. وقال هشام معتضد، خبير في الشأن الدولي، إن "استعمال الجزائر لشركات الضغط والتأثير من أجل ضرب مصالح المملكة هي ليست استراتيجية جديدة بل موجودة دائما من أجل تضليل رواد مواقع التواصل الاجتماعي". وقال معتضد، في تصريح لجريدة هسبريس، إن "اختيار سكان قصر المرادية لتكثيف الهجمات على شبكات التواصل المغربي على كل ما هو مرتبط مباشرة أو غير مباشرة بما هو مغربي يترجم العداء الصريح والمباشر الذي يهيمن على التوجه الفكري للقادة الجزائريين والحساسية المفرطة التي تسيطر على التوجهات السياسية لسكان المرادية بخصوص كل ما هو مغربي". وشدد الخبير في الشأن الدولي على أن هذه الحرب التي يشنها النظام العسكري الجزائري على شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك باستثماره عدد كبير من عائدات الغاز والبترول، تعتبر جريمة سياسية متكاملة المعالم اتجاه الشعب الجزائري الذي ينتظر استثمار هذه الأموال في تنميته الاجتماعية والاقتصادية بعيدا عن إهدارها في حرب بفضاء افتراضي تدخل في إطار حسابات ضيقة مرتبطة بمصالح شخصية لقيادتها العسكرية. وأضاف المتحدث ذاته أن "القيادة العسكرية الجزائرية، بإنزالها القوي على شبكات التواصل الاجتماعي، دخلت مرحلة جديدة باعتمادها على مقاربة الديماغوجية الشعبية من أجل نشر بروبغاندا ذات أهداف معينة في محاولتها تضليل الشعب الجزائري وتمويه الشعب المغربي في آن واحد". وقال: "هذا الأسلوب الجديد على مواقع التواصل الاجتماعي تلجأ إليه شركات الضغط والتأثير من أجل تنفيذ أجندات سياسية معينة". وأقر المحلل بأن "تبني النظام العسكري الجزائري لهذا النوع من التكتيك الحربي على شبكات التواصل الاجتماعي لمعاكسة المصالح المغربية تجاوز الفضاء الجغرافي للمغرب والجزائر، حيث إن القيادة الجزائرية تستثمر أموالًا طائلة على مستوى الساحة الإفريقية لضمان حضورها الافتراضي على مختلف الشبكات من أجل هدف واحد، ألا وهو ضرب كل ما هو مرتبط بالمصالح المغربية أو صورة المغرب في العمق الإفريقي".