في وقت يتقدّم مشروع أنبوب الغاز النّيجري المغربي بخطى ثابتة لإمداد أوروبا بالغاز، وجّه عدد من المهندسين النّيجريين نداء إلى الرّئيس الجديد من أجل تسريع وتيرة تنزيل المشروع، "بالنظر إلى منافعه الاقتصادية" على المواطنين. وعبّر المهندس النّيجيري المتخصّص في الطّاقات والمعادن سنداي أديبايو بابالولا، في تصريحات نقلتها صحيفة "نيو تليغراف" النيجيرية، عن أمله تحقيق تنمية شاملة في البلاد بفضل أنبوب الغاز، مبرزا أن "على الحكومة الفيدرالية العمل على حماية هذا المشروع من أجل تحقيق التكامل الإفريقي". وأورد المهندس نفسه، الذي يشغل منصب مدير شركة All Grace Energy: "على نيجيريا أن تكون المحور الأساس في نقل الغاز إلى الدول الإفريقية الأخرى، إذ يجب تجاوز النظرة العاطفية والسّياسية للمشروع، والتركيز أكثر على المنافع الاقتصادية". من جانبه، قال المدير العام لشركة البترول الوطنية النيجيرية المحدودة (NNPCL)، مالام ميلي كياري، إن المشروع سيخلق ثروة ويحسن مستوى المعيشة، وأوضح أنه يهدف إلى تسييل موارد الغاز الطبيعي في نيجيريا، وبالتالي توليد إيرادات إضافية للبلاد، وتنويع طرق تصدير الغاز والقضاء على حرقه. وبحسب المتحدث ذاته فإن الجهود الحثيثة والمحفزة للحكومة النيجيرية والمملكة المغربية أدت إلى توقيع مذكرة التفاهم التي وصفتها الحكومة الاتحادية بأنها "الأضخم"، موردة أنها "ستعود بالنفع على البلاد من حيث الثروة وخلق فرص العمل". وتابع مالام ميلي كياري بأن المشروع سيعود بالفائدة على الدول المشاركة، مضيفا: "بلادنا ستستفيد بشكل لا يقاس من تنفيذ المشروع الذي يتجاوز إمدادات الغاز لتنشيط الدول الواقعة على طول الطريق. وتشمل بعض الفوائد خلق الثروة وتحسين مستوى المعيشة، وتكامل الاقتصاديات داخل المنطقة، والتخفيف من التصحر والفوائد الأخرى التي ستتحقق نتيجة انخفاض انبعاثات الكربون". وفي السياق نفسه، قال وزير الدولة للموارد البترولية، تيميبر سيلفا، إن روسيا أعربت عن اهتمامها بالاستثمار في المشروع، مضيفًا أن "هناك الكثير من الفاعلين الآخرين الذين يرغبون أيضًا في ذلك"، وأن "خط الأنابيب سيأخذ الغاز النيجيري عبر العديد من البلدان في إفريقيا، وأيضًا على طول الطريق إلى حافة القارة الإفريقية، حيث يمكن للبلاد الوصول إلى السوق الأوروبية". واستمر مشروع خط أنابيب الغاز بين المغرب ونيجيريا في بث الأمل في الأخيرة بتحسين إمكاناتها الغازية محليًا وعالميًا؛ مع الالتزام بضمان نجاح المشروع الذي من المتوقع أن ينقل الغاز من نيجيريا عبر العديد من البلدان إلى أوروبا. ونظرًا لكونه مشروعًا ذا بُعد دولي فمن المتوقع أن يتم تضمين تقييم التكنولوجيا الحديثة واختبار السلامة في التخطيط والتسليم النهائي. والمشروع عبارة عن خط أنابيب غاز بطول 7000 كيلومتر، ومن المتوقع أن يزيد إمدادات الغاز إلى أوروبا ويزود بما يقرب من ثلاثة مليارات قدم مكعب من الغاز على طول ساحل غرب إفريقيا من نيجيريا إلى المغرب. وسيبدأ خط الأنابيب من جزيرة براس في بايلسا، وينتهي شمال المغرب، حيث سيتم توصيله بخط الأنابيب المغاربي الأوروبي الحالي (MEP) الذي ينطلق من الجزائر عبر المغرب إلى إسبانيا؛ وهي مبادرة من الحكومة الاتحادية والمملكة المغربية تم إطلاقها خلال زيارة الملك محمد السادس إلى نيجيريا في دجنبر 2016.