اختتمت أول امس الأحد 3 يونيو 2007 أيام البولفار ، وحدث ما كان يخشاه سكان الحي الحسني وبعض أحياء الدارالبيضاء، وتكرر ما كان يحدث كل سنة على هامش إقامة هذا المهرجان، الذي تنظمه جمعية الأعمال والثقافة اللائكية بالمغرب. جدد الشباب الذي ينزح من كل فج عميق، دون أن يشهدوا ما ينفعهم وينفع هذا الوطن؛ جددوا موعدعم مع تعاطي الخمور وتوزيع حبوب الهلوسة والتغوط والتبول في الأماكن العمومية، وتبادل القبل الساخنة بين الذكور والاحتكاكات الجسدية الفاضحة مع الإناث في تمايل هستيري تحت وطأة التخدير وجدبة صخب الموسيقى. لقد حول شباب ضحايا ثقافة مهرجان البوليفار هذه الأيام أحد أحياء الدارالبيضاء إلى منطقة متلفعة بالسواد، نظارات سوداء ورؤية قاتمة لهذا الواقع العصيب الذي أفرز هذه الطينة من الشباب الذين يأبون إلا أن يحولوا سمو الفن وروعة الموسيقى إلى مظاهر شائنة، ملابس سوداء إلا من بياض عظام الجماجم في إشارة إلى اصحاب الحال والميتال ، تقليعات شعر تذكرنا بصورة الشياطين التي رسمتها كتب الأساطير في أذهاننا. هذه المظاهر ومظاهر أخرى يكشف عنها الاستطلاع الذي أنجزه مراسلونا في عين المكان، لم تكثرت بها الحكومة طوال تسع سنوات، وأصبح المسؤولون في حل من أمر هذا المهرجان وما شاكله من لقاءات تسمى زورا مهرجانات فنية، بل إن وزارة الثقافة باركت هذه النوعية من المهرجانات وجادت عليها بسخاء مال هذا الشعب، الذي يمنح لثقافة وفن التغريب، ويمنع عن شعراء وفناني هذا البلد الذين يموتون في الظل البارد. إنه من الطبيعي أن ينجرف شباب مثل هؤلاء إلى هذه الألوان الفنية الدخيلة، حين يعدم ما يلبي حاجياته ويؤسس لثقافته الأصيلة، لكنه ليس من المنطقي أن يحول كثير من هؤلاء الشباب البلفار إلى بول وأشكال الانحراف ورشق رجال حفظ الأمن بالزجاجات، متحللين من الضوابط الاجتماعية والخلقية ، كما تحللت الحكومة من التزاماتها ومسؤوليتها نحو شبابنا المغربي. ""