شارك الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، في لقاء فكري مع بعثة مكونة من طلاب يهود من أصول مغربية، احتضنته المؤسسة الدبلوماسية بالرباط أمس الجمعة. وفي كلمته بالمناسبة قدم الأمين العام لمجلس الجالية المغربية نبذة عن الجالية المغربية عبر العالم، وعن المكانة الهامة للمكون اليهودي في الهوية المغربية، وأيضا ضمن مغاربة العالم. وفي هذا السياق ذكّر الدكتور بوصوف ب"الترابط الأخوي بين المسلمين واليهود في المغرب عبر التاريخ، الذي يتجاوز مفاهيم العيش المشترك إلى التمازج الكلي في المجتمع، والاشتراك في العادات والتقاليد والأكل، وحتى في بعض الأولياء الصالحين من الديانتين، على عكس التمييز الموجود في بعض الدول الأوروبية بين اليهود وباقي الديانات"، مشيرا إلى أن "التجربة المغربية الفريدة في العالم لم تولد أي شكل من أشكال معاداة السامية والعنصرية التي لم يعرفها المغاربة عبر التاريخ". وأبرز بوصوف في هذا اللقاء "أهمية إمارة المؤمنين في حفظ حقوق ومعتقدات جميع المؤمنين، وحرص السلاطين المغاربة على حماية المكون اليهودي في المجتمع المغربي باعتبار أفراده مواطنين مغاربة كاملي الحقوق"، مشيرا إلى "الموقف التاريخي للملك الراحل محمد الخامس الذي رفض تسليم اليهود المغاربة إلى سلطة فيشي خلال الحماية، على اعتبار أن المغاربة لا فرق بينهم في المواطنة". كما شدد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج على أن هذه "الرعاية الملكية للمكون اليهودي المغربي هي الفلسفة التي استمر على نهجها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتتجلى في العديد من المبادرات الملكية لفائدة اليهود المغاربة، مثل ترميم المقابر والبيع اليهودية في أكثر من مدينة، وإعطاء التعليمات السامية من أجل إعادة تنظيم المؤسسات اليهودية في المغرب، وأيضا من خلال تعزيز الروابط الروحية والثقافية مع اليهود المغاربة عبر العالم...". من جهة أخرى نوه الدكتور بوصوف ب"ارتباط الجاليات اليهودية المغربية عبر العالم بوطنها الأم، وتشبثها بثقافته، مثل حفل ميمونة الذي أصبح جزءا من الثقافة اليهودية العالمية، وهي مناسبة مغربية بامتياز"، داعيا الشباب المنحدر من أصول مغربية إلى "مواصلة ربط جسور التواصل مع المغرب والوقوف إلى جانبه والعمل على أن يكونوا عناصر لتحقيق السلام في العالم".