أقدم طلبة فصيل النهج الديمقراطي القاعدي- البرنامج المرحلي على نسف ندوة حول مدونة الأسرة نظمتها منظمة النساء الاتحاديات بفاس بتنسيق مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بفاس. واقتحم العديد من طلبة فصيل النهج المدرج الذي احتضن الندوة، ورددوا شعارات تطالب بإيقاف أشغالها، مما اضطر المنظمون إلى توقيفها. وكشفت حنان رحاب، رئيسة المنظمة النسائية لحزب الاتحاد الاشتراكي، في تصريح للجريدة، أن طلبة النهج الديمقراطي القاعدي قاموا بنسف نشاط كان هدفه فتح نقاش مع الأساتذة والطلبة حول حقوق النساء بصفة عامة، وحول مدونة الأسرة بصفة خاصة. وأضافت "رغم أنهم نسفوا النشاط، فقد نزلت إليهم وفتحت معهم نقاشا حول دواعي الاقتحام وأهدافه". وتابعت "لا أدعي بأني أقنعتهم بخطأ ما قاموا به، ولا هم نجحوا في إقناعي بصواب دواعي احتجاجهم وإيقاف الندوة، ولا بصواب الشكل الذي عبروا من خلاله عن ذلك الاحتجاج"، مشيرة إلى أنهم رغم ذلك نجحوا على الأقل في تمرين الاستماع إلى بعضهم البعض. وقالت: "لست راضية عن كوننا وصلنا إلى مرحلة اعتبار كل من نختلف معه إما مخزنيا أو وصوليا أو خائنا، ولست متفقة نهائيا مع ذلك، وأدين نسف الندوات عوض الحضور والاستماع وأخذ الكلمة والتعبير عن الرأي"، مردفة "لا يجب أن نشتكي من كون السلطة مثلا تمنع ندوة ما، فيما نقوم نحن بمنع ندوات". وأضافت "ما يمكن أن أقول هو أن الطلبة الذين نسفوا وأوقفوا الندوة هم طلبة يغلب عليهم الحماس، لهم أحكام قيمة حول من يخالفهم الرأي، وقد وجدوا أعرافا يعتبرون السير وفقها وفاء لمن سبقهم"، مشيرة إلى أنهم "طلبة يحتاجون إلى أن ننصت إليهم، ولو اختلفنا معهم ورفضنا أسلوبهم ولغتهم". ولفتت الانتباه إلى أن هؤلاء الطلبة لهم طاقة سيكون من الأفضل توجيهها واستثمارها في النضال والدراسة معا. وأكدت أن الجامعة يجب أن تكون مكانا لتبادل الآراء والتربية على الاختلاف، لا مكانا للصراع العنيف، أو نسف الندوات وتوقيف المحاضرات، داعية الأحزاب إلى الإنصات إلى الشباب في الجامعات والمعاهد.