قال شكيب لعلج، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، إن التكامل بين الاقتصادين المغربي والإسباني والقرب الجغرافي، عاملان يتيحان فرصا كبيرة لبناء منظومات صناعية مندمجة في القطاعات الاستراتيجية، مثل السيارات والطيران والصناعة الصيدلانية والنسيج، لإعطاء دفعة جديدة وقوية للشراكة بين البلدين. وأضاف لعلج خلال أشغال المنتدى الاقتصادي المغربي الإسباني، الأربعاء في الرباط، أن "تحدي الأمن الغذائي يجب أن يكون في صلب الشراكة الاقتصادية بين البلدين من خلال الاستثمار أكثر في الفلاحة المستدامة وسلاسل الإمداد المبتكرة، إضافة إلى التحول الطاقي، بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة المتوفرة في الطاقات المتجددة الشمسية والريحية". رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، الذي يمثل القطاع الخاص في المملكة، أوضح أمام جمع من رجال الأعمال المغاربة والإسبان أن هناك مجالات عدة للتعاون بين البلدين، منها على الخصوص الهيدروجين الأخضر الذي يعتبر وقود المستقبل، إضافة إلى قطاع تدبير الماء، من خلال بناء مشاريع تحلية مياه البحر وإعادة معالجة المياه المستعملة، والاستفادة من التجربة الإسبانية في هذا الصدد. لعلج شدد أيضا على ضرورة إيلاء قطاع الصحة أهمية كبرى في تعزيز التعاون بين البلدين، مشيرا إلى أن المغرب شرع مؤخراً في تعميم الحماية الاجتماعية، وهو ما يفتح مجالاً للتعاون مع إسبانيا التي راكمت خبرة كبيرة في هذا المجال لإنجاز هذا المشروع الكبير. وتابع بأن "الإمكانيات متاحة للتخفيف من الصدمات المستقبلية والبقاء صامدين لمواجهة الأزمات، ومعاً يمكن ضمان أن يظل بلدانا محركين للتنمية في قارتينا والبحر الأبيض المتوسط؛ الدافع السياسي والاقتصادي موجود والمطلوب اليوم هو التفعيل على أرض الواقع". وأورد لعلج في كلمته أن "إسبانيا تعتبر الشريك التجاري الأول للمغرب منذ أكثر من عشر سنوات، حيث بلغت التجارة الثنائية بين البلدين عام 2021 حوالي 17 مليار يورو. وعلى الرغم من المناخ الاقتصادي الصعب، فهي في تزايد مستمر بمعدلات نمو سنوية من رقمين". يشار إلى أن المنتدى الاقتصادي المغربي الإسباني عرف حضور مئات رجال الأعمال الإسبان، وحضر اختتامه رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، ونظيره الإسباني بيدرو سانشيز الذي حل بالمغرب على رأس وفد حكومي كبير سيشارك، الخميس، في القمة المغربية الإسبانية لتوقيع عدد من الاتفاقيات. وتأتي هذه الزيارة بعد عودة الدفء إلى العلاقات بين البلدين عقب فترة أزمة اشتدت بين مدريدوالرباط وبلغت ذروتها حين تم استدعاء السفيرين، وذلك إثر استقبال إسبانيا زعيم جبهة البوليساريو للاستشفاء. وقد لجأت إسبانيا إلى فتح عهد جديد من العلاقات الدبلوماسية مع المغرب من خلال دعم موقف الرباط، لأول مرة، في قضية الصحراء المغربية.