احتج عدد من سائقي سيارات الأجرة، المنضوون تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، أمام مقر شركة "هيتش" المختصة في النقل عبر التطبيقات الذكية. وعبر المحتجون من مهنيي سيارات الأجرة، اليوم الأربعاء بالدارالبيضاء، عن رفضهم لهذا النوع من النقل بواسطة التكنولوجيا الحديثة، مطالبين السلطات بولاية جهة الدارالبيضاءسطات وقف العمل بها. واعتبر المهنيون في هذه الوقفة التي عرفت حضورا أمنيا مكثفا، وحجز 4 سيارات خاصة يستعملها أصحابها في النقل عبر التطبيق التابع للشركة المذكورة، أن القطاع يعاني من مشكل النقل السري المعتمد على التطبيقات التكنولوجية لربط الاتصال بين الزبون وسيارات غير مرخصة لحمل الركاب، مستغربين غياب أي إجراءات ردعية في حق هذه الشركات. وأوضح مصطفى شعبان، عضو النقابة الوطنية لسائقي سيارات الأجرة، أن هذه الوقفة "تأتي بعدما أخلت الشركة المعنية بالأمر ببنود دفتر التحملات مع السائقين، إذ انتقلت للاشتغال مع السيارات الخاصة". وأضاف شعبان، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن مقر الشركة المذكورة "كان ضمن الاتفاق أن يكون لاستقبال السائقين، لكن نفاجأ باستقبالها لأصحاب السيارات الخاصة". وشدد المتحدث نفسه على أن الشركة المعنية بالأمر "وأمام توافد هؤلاء السائقين عليها باستمرار، ضربت بعرض الحائط دفتر التحملات". وسجل أن المهنيين سيستمرون في التبليغ عن هذه السيارات المشتغلة مع الشركة باعتبارها تمارس النقل السري، مضيفا أنه قد جرى تسجيل ما يناهز 1400 محضر للنقل السري في حق هؤلاء من طرف المصالح المختصة. وفي الوقت الذي توجه فيه انتقادات لسائقي سيارات الأجرة من طرف الزبائن بسبب رفضهم حمل الركاب، أو ظهورهم بمستوى غير مشرف بالمهنة، أكد الفاعل النقابي ذاته النقابة أنه يتعين مراقبة هؤلاء الأشخاص المحسوبين على القطاع الذين يسيئون للمهنة. وأردف أن معظم الدول تعرف هذا الإشكال، داعيا إلى الاقتداء ببعض التجارب على غرار تجربة تركيا التي خصصت عناصر أمنية بالزي المدني لمراقبة سائقي سيارات الأجرة الذين يسيئون للمهنة ولسمعة البلد باعتباره وجهة سياحية. في المقابل، فإن شركة "هيتش"، التي جرى الاحتجاج أمام مقرها، تقول إن النقابة المحتجة كان يربطها عقد شراكة مع الشركة، غير أن المنتسبين إليها يرفضون تغيير عاداتهم. وأوضح هشام عمادي، المسؤول عن شركة "هيتش" بالمغرب، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الغاية من الاتفاقية كانت هي "النهوض بالقطاع وجلب زبائن من نوع آخر لفائدة السائقين، لكن وصلنا إلى طريق مغلق، حيث يرفض هؤلاء التقدم وتغيير عاداتهم، وعدنا إلى السلوكيات نفسها التي يقومون بها، من قبيل رفض حمل الركاب صوب وجهات معينة، والتدخين وغيرها". وأضاف أن "العالم متجه صوب التقدم ونحو التقنيات الحديثة، والمغاربة يريدون خدمة جديدة متطورة ومريحة، لكن بهذه السلوكيات لا يمكن أن نتطور، ولا أن تتحول إلى بلد متطور". وأردف المسؤول بهذه الشركة الوحيدة التي تتوفر على مقر بالمغرب بأن القطاع يتطلب اليوم ضخ دماء جديدة فيه عن طريق تحديثه، والتوجه نحو استعمال التطبيقات الذكية. وبخصوص عملية "البراكاج" التي يقوم بها سائقون في حق مستعملي التطبيقات الذكية، رد مدير "هيتش" بأن "هذه جريمة، لا نعرف بأي صفة يقومون بذلك. إنه عمل غير قانوني يمس بصورة المغرب عالميا، المغرب الذي وصل إلى نصف نهائي كأس العالم، المغرب الذي يسعى لتنظيم كأس إفريقيا".