في الصورة أبو بكر بلكورة فاز فريق الأصالة والمعاصرة البرلماني بالانتخابات البلدية التكميلية التي جرت على مقعد رئيس المجلس البلدي بمدينة مكناس بعد انسحاب حزب العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامي من السباق الانتخابي بسبب ما وصفه ب"التدخلات السافرة" من جانب السلطات في سير العملية الانتخابية، وهو ما نفته مصادر حكومية وحزبية منافسة للعدالة والتنمية. "" وانتخب محمد بورحيم أحد أعضاء حزب التجديد والإنصاف وأحد مؤسسي فريق الأصالة والمعاصرة في مجلس النواب المغربي، لخلافة أبو بكر بلكورة (العدالة والتنمية)، والذي أصدرت وزارة الداخلية المغربية قرارا بعزله من منصبه كعمدة لمدينة مكناس بسبب اتهامات تتعلق بمخالفات قالت الوزارة إن بلكورة قد تورط فيها. وخلال الانتخابات التي جرت أول أمس الخميس أعلن فريق حزب العدالة والتنمية انسحابا مفاجئا من العملية الانتخابية، وبرر فريق العدالة انسحابه بأنه إجراء احتجاجي ضد ما وصفه ب"التدخلات السافرة لبعض لوبيات السلطة في صنع خارطة سياسية على خلاف رغبة الأحزاب" المشاركة في الانتخابات. وأكد عبد الله بووانو، النائب البرلماني عن العدالة والتنمية بمدينة مكناس، في اتصال هاتفي مع "إسلام أون لاين.نت" أن الشكوك حول وجود تدخلات مركزية لإفشال عمل العدالة والتنمية على مقربة من الانتخابات البلدية "باتت مؤكدة". وتشهد المغرب انتخابات بلدية شاملة حدد لها العاهل المغربي الملك محمد السادس يوم الثاني عشر من يونيو المقبل موعدا لإجرائها. "تدخلات مركزية" وأوضح بووانو أن تحالفا من عدة أحزاب هي: العدالة والتنمية، والاستقلال، والحركة الشعبية، والتقدم، والاشتراكي، إلى جانب مستقلين كان قائما حتى الأربعاء، "لنفاجأ بتكسر هذا التحالف صباح يوم التصويت، بعد ممارسة ضغوط قوية من طرف شخصيات مركزية نافذة على الأحزاب المعنية"، بحسب قوله. وقال إنه كان من المقرر أن يتم التصويت على مرشح متوافق عليه بين تحالف العدالة والتنمية والأحزاب الأخرى، إلا أن الأحزاب المتحالفة مع العدالة والتنمية غيرت موقفها صبيحة يوم الانتخابات لتصوت لصالح محمد بورحيم. ووصف بووانو المرشح الفائز بأنه "مرشح الأصالة والمعاصرة" الذي يتزعمه السياسي المغربي فؤاد عالي الهمة، الذي يوصف بدوره في دوائر السياسة والحكم المغربية على أنه مقرب من السلطة. وأبدى القيادي بالعدالة والتنمية دهشته من فوز بورحيم في الانتخابات، بالرغم من أن حزب التجديد والإنصاف الذي ينتمي إليه لا يوجد له سوى 3 أعضاء فقط في المجلس البلدي لمكناس من أصل 55 عضوا. وقالت مصادر داخل العدالة والتنمية رفضت الكشف عن اسمها: إن الحزب سيعقد عدة لقاءات بأحياء المدينة "لتوضيح ما جرى"، كما سينظم مؤتمرا صحفيا كرد منه على إقالة عمدة المدينة أبو بكر بلكورة؛ حيث اعتبر الحزب قرار وزارة الداخلية بذلك "مؤامرة لتشويه سمعته بعد أقل من أربعة أشهر من الانتخابات البلدية". "لا ضغوط" ونفى محمد بورحيم من جانبه وجود أي ضغوط لتنصيبه على رأس المجلس البلدي بمدينة مكناس، وقال في تصريحات نشرتها صحف محلية مغربية صادرة اليوم الجمعة إن انتخابه "جاء ضرورة بهدف إصلاح الأوضاع بعد إقالة الداخلية لأبو بكر بلكورة". وسبق لوزارة الداخلية أن أقالت يوم 2 فبراير 2009 أبو بكر بلكورة من منصب رئيس المجلس المحلي للمدينة، بدعوى ارتكابه خروقات عديدة خلال تسييره لشئون مدينة مكناس. وقال بيان الإقالة إن تقريرا أنجزته المفتشية العامة للإدارة التابعة لوزارة الداخلية كشف عن وجود مخالفة للقوانين المنظمة لعمل المجالس المحلية، الأمر الذي جعل وزير الداخلية يتخذ في الفترة ما بين يوليو 2008 ويناير 2009، 23 قرارا بالعزل لعدد من مسئولي الإدارة المحلية المنتخبين، وثلاثة قرارات أخرى لرؤساء مجالس بلدية من بينهم رئيس بلدية مدينة مكناس. ونفى بيان وزارة الداخلية أن تكون القرارات موجهة ضد العدالة والتنمية أو ضد أحزاب أخرى. إسلام أونلاين.نت