نفى منير القادري البودشيش، حفيد الشيخ حمزة، شيخ الزاوية القادرية البودشيشية، إحدى أكبر الزوايا بالمغرب، ادعاءات بأن مريدي الزاوية يعبدون شيخها. جاء ذلك في كلمة ألقاها القادري البودشيش، أمس الاثنين، في مستهل دورة تدريبية لبعض هيئات المجتمع المدني ببركان، التي تنظم على هامش الملتقى العالمي للتصوف، الذي تنظمه الزاوية القادرية البودشيشية بمناسبة المولد النبوي الشريف، ويتوقع أن تصل الاحتفالات ذروتها في وقت لاحق اليوم بحفل ديني كبير يرأسه شيخ الزاوية حمزة بن العباس الذي يعيش في بلدة مداغ، والذي يقود هذه الطريقة منذ عام 1972 وحتى اليوم. وقال حفيد شيخ الزاوية القادرية البودشيشية إنه "ثمة من يقول إن مريدي الزاوية يعبدون شيخها (..) لا يمكن أن يقال إن الناس يأتون إلى هنا لعبادة الشيخ"، قبل أن يضيف: "الذين يأتون إلى هنا ليسوا مغفلين"، مشددا على أن "الناس يعبدون الله، وليس الشيخ، والشيخ دالٌّ على الله"، على حد قوله. ونوه المتحدث نفسه إلى أن مريدي الزاوية لا يتركزون في المغرب فقط، وإنما يتوزعون على مناطق مختلف من العالم، غير أن لم يحدد عددهم، مضيفا أن "الناس يأتون من أمريكا وأوروبا، لأنه رغم التقدم الاقتصادي والتكنولوجي في الغرب، فإنهم يعانون من جفاف روحي، ولذلك يأتون إلى هنا للبحث عن الحقيقة والمعنى"، على حد تعبيره. وتهدف الدورة التدريبية إلى تطوير قدرات ومؤهلات جميعات مدنية محلية في مجال حشد الدعم المالي لمشاريع الطريقة، كما أشرف على تنظيمها هذه الدورة بشرى توفيق، مديرة إنعاش الاقتصاد الاجتماعي بوزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، إلى جانب خبراء مغاربة وأجانب من مريدي الزاوية القادرية البودشيشية المتخصصين في التدريب في مجال العمل الجمعوي. واعتبر منير القادري البودشيش الدورة التدريبية استمرارية لجهود الزاوية القادرية البودشيشية منذ نشأتها في مجال الخدمات الاجتماعية والإسهام في تنمية البلاد، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنها تجسد انفتاح الزاوية على سكان محافظة بركان. والطريقة القادرية البودشيشية، طريقة صوفية، ظهرت في القرن الخامس للهجرة على يد الشيخ عبد القادر الجيلاني، واكتسبت لقبها الثاني "البودشيشية" نسبة إلى الشيخ علي بن محمد، الذي كان يلقب باسم "سيدي علي بودشيش"، لكونه كان يطعم الناس خلال فترة المجاعة التي شهدها المغرب، أثناء حياته، أكلة مغربية تسمى "الدشيشة". * وكالة أنباء الأناضول