تشبث برفض التطبيع مع إسرائيل عبر عنه مواطنون مغاربة أمام مبنى البرلمان بالرباط، في الذكرى الثانية لتوقيع إعادة علاقات المغرب الرسمية معها، وما تلاه من اتفاقيات موقعة وزيارات وتنسيق. وشهدت العاصمة شعارات قوية تندد بالتطبيع وتنادي بإسقاطه، من قبيل: "الشعب يريد إسقاط التطبيع"، "لا احتلال لا تطبيع .. فلسطين ماشي للبيع"، "فلسطين تقاوم والرجعية تساوم"، "فلسطين للأحرار والتطبيع وصمة عار"، "يا حكام الهزيمة أعطوا للشعب الكلمة"، "صامدات صامدون للتطبيع رافضون". وهذه الوقفة بالرباط من بين أزيد من ثلاثين وقفة في عدد من مدن المملكة، مثل طنجة ووجدة ومكناس وفاس والقنيطرة وأكادير والرشيدية والدار البيضاء ومراكش، منظمة، السبت، بشعار "جميعا مع فلسطين ولحماية بلدنا من التطبيع الصهيوني". وترفض الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع وصف اتفاقات التطبيع ب"اتفاقية أبراهام"؛ لأن "هذه تسمية مغرضة، توحي وكأن الصراع في المنطقة هو صراع ديني يقتضي حله التوافق بين ممثلي الديانات التوحيدية الثلاث عبر شعارات التسامح والتعايش الجوفاء والديماغوجية، بينما واقع الأمر أن المشروع الصهيوني مشروع استعماري استيطاني عنصري احتلالي توسعي قل نظيره في التاريخ". وهذه الوقفة التي عرفت الصدح بشعارات مستلهمة من "المونديال" الأخير، مثل "سير سير .. حتى النصر والتحرير"، سجلت أن اتفاقيات التطبيع في عدد من دول المنطقة المغاربية والعربية "لم تزد شعوب منطقتنا إلا ممانعة، وهو الأمر الذي تعبر عنه المسيرات والوقفات الاحتجاجية والحملات المناهضة للتطبيع لهذه الشعوب، وأكدته الجماهير الرياضية الغفيرة، واللاعبون في ملاعب 'مونديال قطر' لكرة القدم". الناشطة الحقوقية خديجة الرياضي قالت في تصريح ل هسبريس على هامش الوقفة إن هذه الخطوة المنظمة "بعد سنتين من الاتفاقية المشؤومة للنظام المغربي مع الكيان الصهيوني تؤكد أن الشعب المغربي غير معني باتفاقية الخيانة، ومواقفه واضحة من القضية الفلسطينية، وداعمة للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل بناء دولته المستقلة على كامل أرضه وعاصمتها القدس". وتابعت الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان: "الشعب المغربي ضد جرائم الكيان الصهيوني، واتفاقيات التطبيع تجعل من الدولة المغربية وخاصة النظام المخزني مسؤولا وشريكا في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي مارسها ويمارسها الكيان ضد الشعب الفلسطيني". كما تشبثت الرياضي في تصريحها ب"النضال من أجل إسقاط اتفاقية العار". محمد حمداوي، نائب رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، ذكر من جهته أن المشاركة في هذه الوقفة تأتي "تنديدا بكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني"، وزاد: "نحن مع فلسطين والحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني، ونقف هنا اليوم من أجل المسجد الأقصى المبارك ومن أجل بيت المقدس والحقوق التامة للشعب الفلسطيني". وأضاف القيادي في جماعة العدل والإحسان في تصريح ل هسبريس: "التطبيع مع الكيان الصهيوني مُضر بالمصالح الإستراتيجية لوطننا المغرب ولشعبنا المغربي وللقضية الفلسطينية التي نعتبرها في المغرب قضية وطنية وقضية مركزية للأمة"، ولذلك دعا إلى "التراجع عن جميع الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني، ونصرة القضية الفلسطينية، فالموقف الحقيقي للمغرب دولة وشعبا هو إلى جانب الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وضد كل أشكال التطبيع". الطيب مضماض، نائب المنسق الوطني للجبهة الوطنية من أجل فلسطين وضد التطبيع، الداعية للوقفة، وصف بدوره يوم 22 دجنبر ب"اليوم المشؤوم الذي وقع فيه رئيس الحكومة باسم الدولة المغربية على اتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيوني (...) وهو موقف جاء رغما عن موقف الشعب المغربي بكل فئاته ورغما عن موقف القوى الحية بهذه البلاد"، مردفا: "وجاء التطبيع لأن بلادنا ليست بلادا ديمقراطية لكي يسود رأي الشعب، بل دولة استبدادية ونظام استبدادي فرض هذه الاتفاقيات، بل حتى رئيس الحكومة وقعها رغما عن أنفه وهو ما اعترف به". واسترسل الحقوقي ذاته: "الشعب المغربي الخارج اليوم في أكثر من 35 مدينة في الوقت نفسه وتحت الشعار نفسها شعب مع الحق ومع القضايا العادلة مع قضية الشعب الفلسطيني، وهو ما يعبر عنه في مختلف المواقع، وآخرها 'المونديال' بقطر، حيث عبر عن ذلك الجمهور المغربي وجماهير كثيرة من العالم. كما عبر لاعبو المغرب عن الأمر بحمل الراية الفلسطينية والشعارات المساندة للقضية الفلسطينية، كما يحملها الجمهور المغربي هنا في الملاعب".