لم تقدم السلطات على مستوى العاصمة الاقتصادية على اتخاذ خطوات عملية عقب فاجعة حي السمارة بقلب درب السلطان، وهو ما يعمق مخاوف القاطنين بالمباني الآيلة للسقوط. وأكدت مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية أن قاطني المنازل المهددة بالانهيار مازالوا يعيشون الوضع نفسه، دون أن يتم تسريع مسطرة ترحيلهم، قبل أن يتحولوا بدورهم إلى ضحايا مع استمرار التساقطات المطرية. وشددت المصادر نفسها على أن المجلس الجماعي للدار البيضاء، بمعية السلطات المحلية، لم يعقد أي اجتماع مستعجل بغاية بحث سبل ترحيل قاطني هذه المنازل، بالنظر إلى كون عمدة المدينة نبيلة الرميلي، إلى جانب محمد بودريقة، رئيس مقاطعة مرس السلطان، مسرح الفاجعة، يتواجدان في قطر لمتابعة مباريات المنتخب المغربي. وأوضحت مصادر الجريدة أن لجنة التعمير بالمقاطعة المذكورة ستعقد اجتماعا بداية الأسبوع المقبل لبحث حلول لهذا الملف الشائك، ورفع توصيات للمجلس الجماعي، وكذا إيجاد صيغ لترحيل المعنيين بعدما فشلت إلى حدود الساعة شركة "الدارالبيضاء للإسكان والتجهيز" في ذلك. وخرج برلماني دائرة الفداء مرس السلطان محمد بنجلون التويمي، عن حزب الأصالة والمعاصرة، عقب هذه الفاجعة، ليوجه سؤالا إلى وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، مطالبا بكشف التدابير التي سيتم اتخاذها لتلافي استمرار انهيار المباني وتفعيل الإيواء المؤقت للمتضررين. وأوضح النائب البرلماني، في سؤال له توصلت جريدة هسبريس الإلكترونية بنسخة منه، أن معضلة انهيار المنازل السكنية "تشكل في كل فصل شتاء خطرا محدقا بأرواح عدد من المواطنين المغاربة وتحديا مزمنا ومستمرا أمام السلطات العمومية والمؤسسات المنتخبة". وشدد برلماني "البام" على أن ساكنة المدن العتيقة والمنازل الآيلة للسقوط تعيش حالات نفسية واجتماعية صعبة مع حلول كل فصل شتاء، نتيجة غياب إستراتيجية حكومية واضحة لإنهاء هذه الوضعية التي تمس بالسلم الاجتماعي. وكانت مدينة الدارالبيضاء اهتزت يوم الخميس على وقع وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة آخرين على مستوى كراج علال بمقاطعة مرس السلطان، إثر انهيار منزل مكون من عدة طوابق بحي السمارة، كان مدرجا ضمن المباني الآيلة للسقوط.