اهتزت الأرض من تحت الأكاديريين صباح اليوم الإثنين بعدما استشعر السكان هزة أرضية بلغت قوتها 4,5 درجات على سلم ريشتر أعادت إلى الأذهان ذكريات زلزال 1960، متخوفين من تجدد الخطر خلال الساعات المقبلة. واستيقظ سكان المدينة في السادسة صباحا على وقع الهزة الأرضية، دون تسجيل أي خسائر مادية أو بشرية. وقدر المعهد الوطني للجيوفيزياء أن قوة الهزة الأرضية بلغت 4.5 درجات على سلم ريشتر، بعرض ساحل إقليمأكادير. وفي السياق، قال ناصر جبور، مسؤول في المعهد الوطني للجيوفيزياء، في تصريح لهسبريس، إن "المنطقة نشيطة زلزاليا، لكن الهزة تبقى معزولة وتتكرر مرة كل خمس سنوات تقريبا"، مشيرا إلى أن الهزة "لا سوابق ولا لواحق لها، وكانت في عرض البحر، لكن الناس شعروا بها في المدينة". ويشكل زلزال 1960 أقسى ذكرى عاشتها جهة سوس ماسة منذ الاستقلال، إذ قدرت أعداد القتلى ب15 ألفا، وهو ما يناهز ثلث ساكنة مدينة أكادير آنذاك، إلى جانب آلاف من الجرحى والمشردين. كما شهدت المدينة خرابا طال البنايات والبنية التحتية. ووفقا للتقديرات فقد حطم زلزال 1960 أحياء المدينة، ومنها القصبة بنسبة 100 %؛ إحشاش 100 %، فونتي 100 %، تالبرجت 90 %، الحي الإداري 70 %، واجهة البحر 60 %، المدينةالجديدة 50 إلى 60 %، الحي الصناعي 20 إلى 30 %، أنزا من 00 إلى 10 %. كما تعرضت عشرة دواوير في الأحواز الجبلية الشمالية للمدينة لتدمير كبير. واستعادت "تدوينات" النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ذكريات الهزة الأرضية القوية، كما نشروا مقاطع فيديو وثقتها كاميرات المراقبة لحركة غير طبيعية للأشجار، فيما فضل البعض مغادرة المدينة صوب الجبال المجاورة تفاديا لأي تطور. وتقع مدينة أكادير في منطقة ذات نشاط زلزالي مرتفع، بحكم وقوعها تحت تأثير الحزام الزلزالي الألبي الذي يمتد من صخرة جبل طارق غربا إلى غاية إندونيسيا شرقا؛ لكن الهزات غالبا ما تكون محدودة القوة على عكس التي ضربت صباح اليوم الإثنين. وأبرزت مقاطع فيديو العديد من المواطنين وهم يغادرون المنازل ويستقرون لساعات خارج المدينة وأحوازها، فيما مست الهزة كذلك مدن آيت ملول وإنزكان والدشيرة، وأحياء تيكوين وأنزا وتاكاديرت. كما وثقت مقاطع فيديو بثت على مواقع التواصل الاجتماعي سقوط الأواني والملابس في المحلات التجارية، وبرزت أيضا مقاطع تعرض شهادات الناس وهم يحكون عن أولى لحظات الإحساس بالهزة والهروب من المنزل.