أجواء من الفرح الصادق ومشاعر حبور جياشة، بشكل عفوي غمرت الشوارع وسيطرت على تحليلات وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي منذ أمس الثلاثاء في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، موحدة الشعبين، في مشاهد قل نظيرها، أحدثها الفوز الذي حققه المنتخب المغربي على نظيره الإسباني في مونديال قطر. وكانت أنظار الشعبين تعيش أجواء المباراة قبل وبعد انطلاقها، مشاعر وقلوبا مع المغرب، في مشاهد لا تخطئها العين؛ فحب المغرب متجذر في المنطقة، مجبول عليه الشعبان. مشاهد رائعة تم رصدها منذ مساء يوم الثلاثاء؛ ففي مدينة اللد الواقعة بين القدس وتل أبيب، تم إيقاف اجتماعات مجلس البلدية من أجل مشاهدة ضربات الجزاء، ليتحول الاجتماع بعد ذلك إلى تبادل التهاني والتبريكات وتحليل هذا النصر. وفي قرية كفر ماندا شمال الناصرة، أطلقت الشهب الاصطناعية، لمشاركة احتفالات جماهير غفيرة خرجت فرحا بفوز المنتخب المغربي. وفي قرية فوريديسي قرب حيفا، خرج حشد من المواطنين، إسرائيليين وعربا، للاحتفال بالفوز المغربي، وظلوا يجوبون الشوارع لساعات في أجواء من البهجة. مشاهد احتفالات رائعة تكررت في أشدود، حيث تجمع اليهود من أصل مغربي لمشاهدة المباراة مكملين احتفالاتهم بالنصر في شوارع المدينة. أسر يهودية عديدة تجمعت في منازل لمشاهدة المباراة هاتفة بالمغرب وبحبه، وحولت فرحها صدحا بالموسيقى المغربية، كما زينت منازلها بالأعلام الوطنية. وفي مدينة غزة، احتشد المئات من المتفرجين في قاعة وسط المدينة لمشاهدة المباراة، رافعين الأعلام المغربية هاتفين بالنصر قبل أن يخرجوا فرحا إلى الشوارع احتفالا بتأهل "أسود الأطلس" إلى ربع نهاية مونديال قطر.