كما كان متوقعا لم يخيب المنتخب الوطني المغربي آمال الملايين من المغاربة عبر العالم، وإلى جانبهم الملايين من العرب والأفارقة، بتمكنه من تصدر مجموعته والتأهل إلى الدور الثاني من مونديال قطر 2022 بعد فوزه على بلجيكاوكندا وتعادله مع كرواتيا. أفراد الجالية المغربية بالخارج تفاعلوا مع كل محطات الدور الأول وخرجوا إلى شوارع العالم مرتدين قمصان المنتخب ورافعين الأعلام المغربية انتشاء بما قدمه "أسود الأطلس" من عروض قوية، أداء ونتيجة، في كأس العالم التي تحتضنها لأول مرة دولة عربية. مونتريال، وكغيرها من المدن العالمية، وفور انتهاء مقابلة المغرب وكندا ورغم برودة الطقس، شهدت خروج المئات من أبناء الجالية المغربية والعربية والإفريقية إلى الشوارع، وخصوصا شارع جون طالون المعروف "باسم المغرب الصغير"، للاحتفال بالفوز الكبير للمنتخب المغربي على نظيره الكندي، وكذلك للانتشاء بالمرور إلى الدور الثاني. على متن سياراتهم أو مشيا على الأقدام، عبر مغاربة مونتريال شوارع المدينة وهم يرددون النشيد الوطني المغربي ويهتفون بأسماء عناصر المنتخب المغربي، معبرين عن فخرهم بما قدمه "أسود الأطلس" بقيادة وليد الركراكي الذي استطاع أن يضع بصمته على تاريخ مشاركة الكرة المغربية في المونديال. كمال مرزاق، مغربي مقيم بمونتريال، قال لهسبريس: "خرجنا بشكل عفوي نظرا لحبنا الكبير للمغرب وتشبتنا به كبلدنا الأصلي. الفوز كان متوقعا وكنا واثقين أن الأسود لن يخيبوا آمالنا". وأضاف كمال الذي كان منتشيا بالفوز: "لا أخفيك، لقد عشنا على الأعصاب طول دقائق المقابلة ولكن زياش والنصيري وباقي أسود الأطلس حولوا انفعالاتنا إلى فرح كبير. أتمنى أن تستمر هذه الثقة في النفس ويستمر التألق ونفوز بكأس العالم، ولم لا؟". وختم كمال تصريحه بتقديم التحية للمدرب الوطني وليد الركراكي وأعضاء الطاقم المرافق له، الذين أبانوا عن أهليتهم للثقة التي وضعتها فيهم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والشعب المغربي. بدوره، اعتبر محسن مجاهد، من مونتريال الشمالية، أن المباراة ضد كندا كانت نفسيا صعبة عليه كمغربي يعيش في كندا، قائلا: "هناك منا من قضى غالبية عمره في كندا ومع ذلك كان في الموعد لنصرة الأسود في الاحتفالات". وأبرز المتحدث لهسبريس أن الاحتفالات لم تكن مغربية فقط، بل شارك فيها العديد من أبناء الجالية المغاربية والعربية، كالتونسيين والجزائريين والفلسطينيين وغيرهم. غادة الشعبي، من مونتريال، قالت إن "تاريخ الأول من دجنبر، يوم فوز المغرب ومروره إلى الدور الثاني، كان عرسا رياضيا مغربيا بامتياز"، مؤكدة أن "المشجعين في شوارع المدينة كانوا من كل الدول العربية والمغاربية، وبكل الأعلام العربية، واقفين إلى جانب المنتخب المغربي الذي كان يمثل الأمة العربية في هذه النسخة من المونديال". وأضافت غادة: "كنا في أمس الحاجة للفرح وتمكن رفاق النصيري وحمد الله وبونو وغيرهم من إدخال الفرح إلى قلوبنا"، موردة أنه رغم أنها تعيش في كندا، فقد عبرت عن مساندتها للمغرب وسعادتها بفوزه، وهذا لا ينقص من مكانة كندا في قلبها كبلدها الذي تعيش فيه منذ سنين.