موازاة مع الفرحة المعبّر عنها بعد فوز المنتخب الوطني على بلجيكا 2/0، الأحد الماضي، واقترابه من تحقيق التأهل إلى الدور الثاني من مونديال قطر 2022، تشهد بعض المقاهي والمطاعم في مختلف مدن المملكة إقبالا وحركية ساعات قبل مباراة "الأسود" ضد منتخب كندا، إلا أن "زيادات في "ثمن استهلاك المشروبات أو الأطعمة" مقارنة مع أسعارها في الفترات العادية، أثارت استنكار مواطنين حجّوا إلى المقاهي لحجز مكان لهم ضمن المشجعين. في هذا الصدد، نددت الجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم والوحدات السياحية بالمغرب بما حدث يوم مباراة المنتخب الوطني والمنتخب البلجيكي من بعض الممارسات التي عرفها تعامل بعض المقاهي مع المواطنين، واصفة إياها ب"القرار غير الأخلاقي المتمثل في إقدام عدد من أرباب المقاهي والمطاعم على زيادة في ثمن المشروبات وصلت أحيانا إلى 300 في المائة"، محذرة في السياق ذاته من تكرار هذا السيناريو أثناء المباراة التي تجمع مساء اليوم الخميس المنتخب المغربي بنظيره الكندي. تبعا لذلك، عقدت الجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب لقاء استعجاليا حول الموضوع مع المصالح والسلطات المختصة في عمالة القنيطرة، منتقدة "إقدام البعض على إجبار الزبائن على تناول مأكولات بالإضافة إلى المشروبات"، قبل أن تنبه جميع أرباب المقاهي والمطاعم إلى "خطورة وعواقب هذا القرار، ما قد يترتب عنه متابعات قانونية لكل الذين أقدموا على هذا الفعل". وفي بلاغ موجه إلى أرباب المقاهي والمطاعم بمدينة القنيطرة، دعا نور الدين الحراق، رئيس الجمعية المذكورة، إلى "الحفاظ على الأسعار نفسها في المباريات القادمة التي سيخوضها المنتخب الوطني في كأس العالم بقطر". كما أكد الفرع الإقليمي للجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم والوحدات السياحية بمدينة القنيطرة أنه "لن يتحمّل مسؤولية أي قرار متعلق بالزيادة في ثمن المشروبات أو إكراه أي زبون لتناول شيء لا يرغب فيه"، خاتما الوثيقة ذاتها بالدعوة إلى "عدم تعكير الفرجة والفرحة الشعبية بالانتصار الذي يحققه منتخبنا الوطني". من جانبه، أكد بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك، أن "موضوع إقبال المواطنين على مقاهي المملكة للتشجيع في أجواء حماسية وطقوس جماهيرية، يجب أن يخضع للمنطق والقانون، وليس أن يُنظَر إليه بالعاطفة". وأضاف الخراطي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "قطاع المقاهي خاضع ومنظَّم بالقانون رقم 12.104 المتعلق بحرية الأسعار والمنافسة"، موضحا أن "الذي يُعاقَب عليه هو عدم إشهار وإشعار الزبائن بالأثمنة والأسعار بشكل معلن وواضح، وتبقى حرية الاختيار بيد المستهلك والمواطن في حد ذاته". وتابع: "من وجهة نظر قانونية وحقوقية، فالأمر يظل جد عادي"، منوّها بجهود أرباب المقاهي والسلطات المحلية المختصة في مراقبة احترام الأسعار لضمان سير مشاهدة المباريات في أجواء عادية، لافتا إلى أن "الاختيار لمتابعة المباراة يجب أن يكون حسب القدرة الشرائية لكل مواطن دون إجباره أو خداعه للجلوس في مقهى واستهلاك ما قد لا يريده من أجل رفع الأرباح، وهو ما نرفضه". وأشاد الفاعل المدني بمبادرة بعض المجالس الترابية والسلطات بتوفير "أماكن استقبال للمناصرين المغاربة تتضمن ساحات عمومية نُصبَت فيها شاشات كبرى لمتابعة المباريات في المونديال"، خاتما بدعوة المواطنين إلى الوعي بحقوقهم التي يكفلها لهم القانون. وعاينت هسبريس منذ ساعات الصباح من اليوم الخميس فاتح دجنبر، توافداً كبيرا لمواطنين من فئات عمرية مختلفة على حجز أماكن لهم في المقاهي والمطاعم. ومن المحتمل أن يمتلئ "ملعب الثمامة" بالعاصمة القطريةالدوحة، الذي يسع ل40 ألف متفرج، بالحضور الكبير لأنصار المنتخب المغربي، مع تعاطف جماهيري عربي مع "أسود الأطلس"، بعدما لم يتمكن أي منتخب عربي من المرور إلى الدور الثاني من نهائيات "مونديال 2022". وباعتباره مساهما في التأثير على اللاعبين ومردودهم فوق رقعة الميدان، يعدّ الجمهور الحاضر في الملعب، أو المتابع عبر الشاشات، "اللاعب رقم 12′′، وهو ما أكده الطاقم التقني للمنتخب في أكثر من خرجة إعلامية، وكذلك اللاعبون، ما يستوجب تشجيعا إيجابيا. جدير بالتذكير أن المباراة المصيرية ل"رفاق العميد سايس"، اليوم الخميس، تُلعب انطلاقا من الساعة الرابعة بعد الزوال بتوقيت المغرب، وتلزمهم نقطة واحدة من أجل التأهل دون الدخول في أي حسابات.