رفض لاعبو إيران تأدية نشيدهم الوطني قبل خسارتهم المؤلمة أمام إنجلترا التي كانت إحدى سبع دول أوروبية تعدل عن قرار ارتداء شارات دعم المثليين، في اليوم الثاني من منافسات مونديال قطر 2022 في كرة القدم. على ملعب خليفة بمحاذاة أكاديمية أسباير للتفوّق الرياضي، انطلقت مباراة إيرانوإنجلترا بطابع سياسي، عندما امتنع لاعبو "تيم ملّي" ال11 عن أداء النشيد الوطني خلال عزفه، تضامنا مع الاحتجاجات التي تشهدها الجمهورية الإسلامية، فيما بدت الدموع ظاهرة على وجوه البعض. وتشهد إيران منذ قرابة شهرين، احتجاجات أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً) بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها بالقواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية. بعد ثاني أكبر فوز في تاريخ إنجلترا بالبطولة (6-2)، حمل البرتغالي كارلوس كيروش، مدرّب الفريق الخاسر، على الجماهير الإيرانية، قائلا: "أدعو المشجعين إلى دعم المنتخب وإلا فليعودوا إلى البلاد. إذا لم يكونوا هنا لدعم الفريق، فلا داعي لتواجدهم". "حبّ واحد" محظورة وسبق المباراة إصدار منتخبات إنكلترا، ويلز، بلجيكا، الدنمارك، هولندا، ألمانيا وسويسرا بياناً قالت فيه إن "فيفا كان واضحا جدا في أنه سيفرض عقوبات رياضية إذا ارتدى قادتنا شارات (داعمة للمثليين) في الملعب". وكان مرتقبا أن يرتدي قائد إنجلترا هاري كاين شارة عليها شعار "حبّ واحد" لدعم المثليين، في إطار رسالة إلى الدولة المضيفة التي طالتها انتقادات عدة حيال سجّلها الحقوقي على مدى الأعوام الماضية، قبل التلويح بفرض عقوبات صارمة على اللاعبين في حال خُرقت لوائحه. وعلّق مدرب هولندا، لويس فان خال، على هذه المسألة بعد فوز فريقه على السنغال بالقول: "لن نرتدي شارة القيادة إذا كنا سنحصل على بطاقة صفراء. نحن هنا لنصبح أبطالاً للعالم، لهذا السبب لن نقوم بذلك، وعلينا جميعا أن نسأل إذا كان هذا الإجراء الصحيح من "فيفا". وهذا واضح تماما". وفي المجموعة الثانية أيضا، تعادلت الولاياتالمتحدة مع ويلز (1-1) العائدة مرة ثانية بعد بلوغها ربع نهائي 1958، على ملعب أحمد بن علي في الريان، بعد أن أهدرت تقدما عادله النجم المخضرم غاريث بايل من نقطة الجزاء في الدقيقة 82. وعلى ملعب الثمامة المصمّم على شكل القحفية التقليدية، انتظرت الطواحين الهولندية حتى الدقيقة 84 للتقدّم بقيادة المدرب العنيد فان خال على السنغال بطلة إفريقيا والجريحة من انسحاب نجمها ساديو مانيه بسبب الإصابة، قبل أن تجهز عليها في الوقت القاتل (2-0) ضمن المجموعة الأولى. وكانت قطر استهلت مواجهات النسخة 22 من المونديال المقام مرة كل أربع سنوات، بخسارة محبطة أمام الإكوادور 0-2 على ملعب البيت أمام 67 ألف متفرج، حيث لم يقدّم لاعبوها الأداء المرجو رغم الإمكانات الهائلة التي وضعت بتصرفهم منذ سنوات. مساحة ضيقة خضعت قطر، أول مضيفة لكأس العالم من المنطقة العربية والشرق الأوسط، لاختبار المواصلات مع إقامة المباريات الثلاث في ثلاثة ملاعب في العاصمة الدوحة وضواحيها، يتسع كل منها لنحو أربعين ألف متفرج. فبعد انتقادات لاذعة تعرّضت لها الدولة الخليجية الغنية بالغاز، بسبب مواضيع شتّى تتراوح من شراء الأصوات، مناخ الإمارة الحارّ ومجتمعها المحافظ، إلى سجلّها في مجال الحريّات وحقوق الإنسان، وخصوصاً التعامل مع العمال المهاجرين من جنوب القارة الآسيوية ومجتمع الميم، انتقل التركيز إلى القدرة الاستيعابية لشبكة المترو ومطار حمد الدولي وشبكة الطرق لثلاث مباريات في مساحة أضيق بكثير من الأيام الاعتيادية في كؤوس العالم السابقة. رونالدو يمازح ميسي وصرح النجم البرتغالي كريستيانو رنالدو بأنه يود أن يكون "اللاعب الذي يقول لميسي كش ملك" في المونديال الذي يبحث فيه مع غريمه الأرجنتيني عن لقب عالمي أول، موردا في سياق آخر أن نزاعه مع ناديه مانشستر يونايتد الانكليزي لن يؤثر على حظوظ البرتغال في العرس الكروي. وقال الفائز بالكرة الذهبية خمس مرات، البالغ 37 عاما: "أود أن أكون اللاعب الذي يقول لميسي كش ملك. حدث ذلك في لعبة الشطرنج وفي كرة القدم سيكون مذهلا". في المقابل، أعلن الأرجنتيني مهاجم باريس سان جرمان الفرنسي الفائز بجائزة الكرة الذهبية سبع مرات أن مونديال قطر سيكون "على الأرجح" الخامس والأخير له. وقال "البرغوث"، الذي يعتبره كثيرون أفضل لاعب في التاريخ، في مؤتمر صحافي عشية خوض بلاده مباراتها الأولى أمام السعودية: "على الأرجح سيكون المونديال الأخير لي، فرصتي الأخيرة لتحقيق هذا الحلم الكبير الذي يراودنا جميعا".