نفى عبد الله بها القيادي في حزب العدالة والتنمية أن يكون لدى الحزب أي توجه لاستثمار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في الترويج لأطروحات الحزب السياسية ودعم حملاته الانتخابية استعدادا للانتخابات الجماعية، وأعاد ذلك إلى كون التضامن مع القضايا الإسلامية العادلة تعتبر قاسما مشتركا بين غالبية المغاربة، ووصف المخاوف التي يثيرها البعض من إمكانية توظيف نصر "حماس" في غزة في المنافسات السياسية المحلية بأنها تحريض على العدالة والتنمية. "" وأعرب عبد الله بهافي تصريحات خاصة ل "قدس برس" عن تفهمه للضجة الإعلامية التي أثيرت مؤخرا حول تصريحات منسوبة لأمين عام حزب العدالة والتنمية عبد الاله بنكيران بأنهم كانوا وراء القرارات الملكية للتضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة، وقال: "إذا لم يكن هنالك من ينتقدنا ويتهمنا بل حتى يعادينا فعلينا أن نراجع أنفسنا، هذا أمر مفهوم في السياسة، وقد كان هناك سوء فهم نقلته بعض الصحف المحلية عن كلام قاله أمين عام حزب العدالة والتنمية عبد الاله بنكيران في لقاء عابر بالدار البيضاء، لكن تم توضيح الأمر بالسرعة المطلوبة، وتجاوزنا الأمر نهائيا، لأن قضية العدوان على غزة تفاعل معها الناس بمختلف انتماءاتهم بطريقة كبيرة جدا". وأشار عبد الله بها إلى أن بعض الجهات السياسية تخشى من أن يتم توظيف الحرب على غزة ضمن المنافسات السياسية المتنامية هذه الأيام استعداد للانتخابات الجماعية، وقال: "هناك خشية من استغلال هذا التفاعل الإيجابي للشعب المغربي مع القضية الفلسطينية لتحقيق مكاسب سياسية وحزبية لا سيما وأننا مقبلون على انتخابات محلية، وهناك من يرى أن انتصار المقاومة التي تقودها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ربما يصب في مصلحة حزب العدالة والتنمية باعتبار القرابة الفكرية بينه وبين حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وهناك من يتضايق من هذا، لكننا في حزب العدالة والتنمية نؤكد دائما أننا بعيدون عن توظيف القضايا الإسلامية في الملفات السياسية الداخلية، ونصر غزة هو انتصار للإنسانية بكاملها وليس نصرا ل "حماس" وحدها أو للحركات الإسلامية وحدها، والدليل على ذلك حجم التضامن الدولي معها لأن ما حدث في غزة كان كبيرا بكل المعايير، ونحن ننأى بأنفسنا عن إقحام القضايا الإسلامية الكبرى التي تشكل قاسما مشتركا بين جميع المغاربة في منافساتنا الانتخابية، ولا نقحم المساجد في مثل هذه المنافسات". واعتبر عبد الله بها أن قيادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" للمقاومة في غزة سينعكس إيجابيا على مجمل عمل الحركات الإسلامية في العالم، وقال: "نحن مقرون بأن انتصار "حماس" في غزة سينعكس إيجابيا على مجمل عمل الحركات الإسلامية في العالم، فهذا أمر طبيعي، وهو تأكيد على أن الحركة الإسلامية ليس فقط في فلسطين وإنما في العالم بأجمعه ليست موجة عابرة وإنما هي ظاهرة أصيلة يجب التعامل معها بإيجابية، أما إذا تم التعامل معها بطريقة سلبية من قبيل تهميشها والتضييق عليها فإن آثار ذلك ستكون سلبية على الجميع، وما جرى في غزة يؤكد للجميع أن شطب الحركة الإسلامية غير ممكن لا بالقوة ولا بالتمني، ولذلك فالأفضل للجميع أن يتم التعامل معها بإيجابية، وأنا أقول هذا ليس فقط على المستوى القطري المغربي وإنما على المستوى العربي والدولي، لأن ذلك سيساعد على التقدم ويجنب العالم أي توترات ناجمة عن الإقصاء". ودعا عبد الله بها خصوم الحركة الإسلامية في المغرب ومناوئيها إلى الكف عن التحريض ضد حزب العدالة والتنمية والعمل على مواجهته بمزيد من الديمقراطية والشفافية، وقال: "أقول لخصوم حزب العدالة والتنمية والمنافسين له في الساحة السياسية المغربية، نحن في سفينة واحدة يجب أن نتعاون على قيادتها، ويجب عدم الاستمرار في التحريض علينا لأن التحريض لا يفيد أحدا، وإذا كان لا بد لهؤلاء من مواجهتنا، فإن أفضل وسيلة لذلك هي المزيد من الديمقراطية الداخلية والشفافية والتنمية وليس التحريض علينا بالخشية من استخدامنا لقضايا إسلامية تمثل قاسما مشتركا لكل المغاربة"، على حد تعبيره.