كشفت التحريات الأولى في ملف خلية المخدرات الناظور أن أحد المحامين، كان عضوا في حزب سياسي مغربي قبل أن يلتحق بآخر ثم يعود إلى الحزب الأول، ويرأس هذا المحامي جماعة قروية تابعة لدائرة الناظورالغربية في الشمال المغربي. هذه أول مرة يعلن فيها عن تورط رجل سياسة في شبكة الناظور للاتجار في المخدرات. وعرض المحامي المتهم الأربعاء إلى وكيل الملك رفقة زميل له وعنصر من البحرية الملكية وتسعة أفراد من القوات المساعدة على وكيل الملك بالدار البيضاء. ورفض زعيم الحزب الذي ينتمي إليه المحامي التعليق على الموضوع. ولم ينشر الحزب لحد الآن تصريحا رسميا في الموضوع، لكن قياديا في الحزب المذكور بمدينة الناظور قال إن الحزب لم يصدر بيانا لحد الآن بكون القضية مازالت "في مرحلة شك" ولم "يتم إدانته"، وأوضح أنه لم يكن من نشطاء الحزب رغم أنه فاز برئاسة الجماعة القروية باسمه، وتخوف القيادي في الحزب أن يكون تورط هذا المحامي السياسي علاقة بانشقاق الحزب أخيرا عن حزب سياسي آخر، وقال "يمكن أن تكون القضية شكل من أشكال محاربة الحزب والتشويش عليه والنيل من سمعته". "" وفي علاقة بالموضوع، تحدثت أخبار عن تحقيقات تجريها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية مع موظفين في قطاعات حساسة، وأضافت أنه سيعلن عن أسماء قائمة من المتورطين في هذه الشبكة قريبا. وكان وزير الداخلية شكيب بنموسى أعلن في العاصمة مدريد أن عدد المتورطين في هذا الملف بلغ قرابة 110 شخصا، وأن الموقوفين ينتمون إلى كل من البحرية الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة بالإضافة إلى مهربين وإسبانيين، موضحا أن البحث مازال جاريا لإيقاف عدد من المتهمين. الإسبانيون اعتبروا الوضع مقلقا، فقد عكست وسائل الإعلام هذا القلق، إذ ركزت على أن السلطات الإسبانية تضبط بمعدل أكبر يصل إلى عشر مرات تقريبا ما يضبطه الأمن المغربي بخصوص عمليات تهريب المخدرات. وكان وزير الداخلية شكيب بنموسى أعلن بداية الأسبوع بمدريد أن المغرب "عازم على مواصلة محاربة كافة شبكات تهريب المخدرات في إطار مقاربة شاملة ومندمجة" تشمل القضاء على زراعة القنب الهندي، وتهريب المخدرات وكذا على التنمية الاقتصادية والاجتماعية". وقال إن المساحة المزروعة من القنب الهندي تراجعت من 135 ألف هكتار قبل بضع سنوات إلى 60 ألف هكتار خلال السنة الماضية، أنها ستنخفض بعشرة آلاف هكتار السنة الجارية. وأضاف أن "التعاون ضد تهريب المخدرات كان حاضرا على الدوام في العلاقات بين المغرب وإسبانيا لكنه لم يكن يحظى بنفس التعبئة السياسية كما هو الحال بالنسبة للهجرة السرية" معلنا عن تعزيز التنسيق وتبادل المعلومات بين المصالح الأمنية للبلدين خصوصا على مستوى طنجة والجزيرة الخضراء.