في أجواء ربانية وروحانية مفعمة بالتقوى والخشوع، أحيت زاوية سيدي إبراهيم البصير ببنى عياط في إقليمأزيلال، ليل الجمعة، حفلا دينيا ترحما على روح الملك الراحل الحسن الثاني، ترأسه الشيخ مولاي إسماعيل بصير، خادم الطريقة البصيرية، بحضور طلبة مدرسة سيدي إبراهيم البصير الخاصة للتعليم العتيق المركزية. وتميز هذا الحفل الديني بتلاوة جماعية لسورة "يس"، وتوزيع "سلك القرآن" على طلبة المدرسة الذين ختموا القرآن الكريم، مع إنشاد أمداح نبوية. كما وقف الجميع بكل خشوع وإجلال، ترحما على روح فقيد العروبة والإسلام المغفور له الملك الحسن الثاني. وبالمناسبة، أكد الشيخ مولاي إسماعيل بصير أن "المغفور له الحسن الثاني رحمه الله، الذي تمتد أصوله للأسرة العلوية، حكم المغرب مدة 40 سنة ما بين 1961 و1999، وساهم رفقة والده المغفور له محمد الخامس في تحرير المغرب من الاحتلال الفرنسي". وأشار بصير إلى أن "الملك الراحل عُرف بحنكته ودهائه السياسي منذ ريعان شبابه، واستطاع قيادة المغرب بأمان وتحقيق استقرار عجزت دول مجاورة عن تحقيقه إلى حد الآن"، مؤكدا أنه "باني المغرب الحديث وباعث نهضته، وموحده ومحرر الصحراء المغربية من قبضة الاستعمار الإسباني بمسيرة خضراء سنة 1975". كما اعتبر مولاي إسماعيل بصير هذه المناسبة "فرصة يستحضر فيها المغاربة بكل تقدير وإجلال المسار المتفرد لملك عظيم وهمام، وزعيم مؤثر طبع ببصمته التحولات الكبرى التي عرفتها المملكة خلال النصف الثاني من القرن العشرين، كما أثر بشخصيته وحكمته وبعد نظره في الأحداث العالمية الكبرى التي ميزت عهده". وأضاف المتحدث ذاته أن تخليد هذه الذكرى، التي تأتي أياما قليلة قبل الذكرى ال 47 للمسيرة الخضراء المظفرة، وذكرى عيد الاستقلال، "يجسد إرادة شعبية راسخة للاحتفاء بأبرز محطات تاريخ المملكة، والترحم على روح ملك متبصر استطاع قيادة المغرب نحو العصرنة مع المحافظة على هويته وإرثه وحضارته". كما قال شيخ الزاوية إن "إحياء ذكرى وفاة المغفور له الحسن الثاني مناسبة من المناسبات لتعميق التفاف المغاربة حول العرش العلوي المجيد"، مؤكدا أن "الشعب المغربي الأبي يعتز بالملوك العلويين، لأنهم نشروا العلم والدين، وحافظوا على شعائره وآدابه"، وزاد: "كما أن المناسبة تذكرنا ببطولات موحد الأمة وباني أمجادها جلالة المغفور له الحسن الثاني رحمة الله عليه". وأوضح خادم الطريقة البصيرية أن "المغاربة يصرّون على إحياء هذه الذكرى العظيمة، ويتشبثون بأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، لأنه ربط حاضر الأمة المغربية بماضيها وبمستقبلها"، لافتا إلى أن "الحسن الثاني قدس الله روحه إن كان هو مبدع المسيرة الخضراء فإن الملك محمد السادس هو مبدع المسيرات التنموية المغربية". ومما جاء في كلمة مولاي إسماعيل بصير أن "المغاربة، وهم يخلدون اليوم الذكرى ال 24 لوفاة هذا الملك العظيم، ليفخرون، وهم يشاهدون ويتابعون جهود وارث سره جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وهو يواصل العمل الدؤوب من أجل وضع المغرب على سكة القرن الواحد والعشرين، مع ما يتطلبه ذلك من عصرنة وتحديث، عنوانهما الأوراش الكبرى التي أطلقها جلالته من شمال المملكة إلى جنوبها، وتعزيز مغربية الصحراء على الساحة الدولية، والنهوض بالصحراء وجعلها قاطرة للتنمية الإقليمية والقارية". وفي ختام الحفل الديني، تم الابتهال إلى الله جل جلاله بأن يحفظ أمير المؤمنين الملك محمد السادس، ويجعل النصر والتمكين حليفا له في ما يباشره ويطلقه من أوراش كبرى اقتصادية واجتماعية بمختلف ربوع المملكة، وأن يعينه حتى يحقق ما يصبو إليه الشعب المغربي من تنمية شاملة ورقي وازدهار وسلم اجتماعي.