اختتمت، يوم الأحد الماضي ببوزنيقة، أشغال المؤتمر الوطني التحضيري للانتخابات الجماعية المقبلة لحزب العدالة والتنمية، التي من المقرر إجراؤها في 12 يونيو المقبل. وخلال الأشغال جرى الانكباب على التحضير للانتخابات الجماعية، مع استحضار الأهداف السياسية والانتخابية للحزب لتوسيع مشاركته وتحسين موقعه السياسي. "" وأفادت مصادر حزبية أن العدالة والتنمية اعتمد استراتيجية جديدة في برنامجها الانتخابي يتمثل في تغطية جميع الدوائر، عكس ما حدث في استحقاقات 2003، إذ غطى الحزب بعض الدوائر فقط. ويبدو أن الإسلاميين، حسب المصادر، يراهنون في الاستحقاقات المقبلة على كسب رهان اكتساح التسيير الانتخابي، مشيرة إلى أن آخر الترتيبات اتخذت لتقوية وجودهم خلال هذه المناسبة. وكان هذا اللقاء احتضن أوراش همت على الخصوص ورشة الخطط الانتخابية، وتقوية الحضور بالعالم القروي، وتعزيز حضور المرأة. وكان عبد الإله بنكيران خلق المفاجأة بعد تقدمه على سعد الدين العثماني، وظفره بمنصب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي، بعد أن فاز بأغلبية الأصوات في المؤتمر الوطني السادس. وشهد السباق نحو الأمانة العامة منافسة حادة بين بنكيران والعثماني، الذي اعتقد الجميع أن الطريق معبدة أمامه لقيادة الحزب في ولاية ثانية. وانتخب المؤتمر الوطني للحزب 105 من بين أعضاء المجلس الوطني، سينضاف إليهم أعضاء بالصفة هم أعضاء الأمانة العامة الحالية والمنتهية ولايتها، والكتاب الجهويون والإقليميون، وممثلو التنظيمات الموازية للحزب، و20 عضوا مضافا على الأكثر تقترحهم الأمانة العامة ويصادق عليهم المجلس الوطني. وأكد العدالة والتنمية، في أطروحة المؤتمر على أولوية النضال من أجل تعزيز البناء الديمقراطي. وأضافت الوثيقة، التي جرت المصادقة عليها مع التنصيص على ضرورة إحالتها على المجلس الوطني لمزيد من التدقيق، أن الإصلاح الديمقراطي يعد أهم مدخل لإصلاح نظام الحكامة، ومقاومة الفساد، وتعزيز المرجعية الإسلامية ودعم الهوية، مؤكدة على أهمية مواصلة خط المشاركة السياسية وتوسيع نطاقه، وتحسين شروطه، ورفع فاعليته، والتعاون مع القوى السياسية التي تتقاطع مع الحزب في هذا الاختيار. وشددت الوثيقة على أهمية مقاربة التدبير، على اعتبار أن أي نجاح في تدبير الشأن العام محليا ووطنيا معناه نجاح عملي في مقاومة الفساد ومحاصرة أسبابه ودعم المرجعية والهوية الوطنية. ودعت الوثيقة إلى تعزيز العمل السياسي للقرب والوفاء لمنهج التواصل اليومي مع المواطنين وإبداع أشكال متعددة لمزيد من إشراك المواطنين في الشأن الحزبي والشأن السياسي بشكل عام، باعتبار ذلك من شروط مشاركة أوسع في المعركة الديمقراطية، من جهة، ولجهة توسيع المشاركة الشعبية والمساهمة في تجاوز معضلة العزوف، من جهة أخرى، وبناء ثقافة ميدانية لدى قواعد الحزب وتنظيماته المجالية والاهتمام بالمطالب الاجتماعية الملحة للمواطنين وتعزيز التعاون مع الفاعلين الاجتماعيين. وبخصوص التموقع السياسي للحزب تقترح أطروحة المؤتمر السادس اعتماد معيار سياسي وظيفي للتموقع ينطلق من أساس اعتبار تصور الحزب "لأولوية الاصلاح في المرحلة القادمة ومدخله الأساس، أي مدخل النضال الديمقراطي، مشيرة الى أن من مستلزمات ذلك، التعاون مع كل "الديمقراطيين الحقيقيين"، الذين وضعوا ضمن أولوياتهم النضال من أجل إقرار إصلاحات سياسية حقيقية تعيد الاعتبار للحياة السياسية وللمؤسسات المنتخبة ولمشاركة المواطن وللمسؤولية السياسية ولدعم حقوق الإنسان.