"مهلة أسبوع لا غير". "" هذا ما قرّرتْه الفصائلُ الفلسطينية بعد وقف إطلاق النار من جانب واحد...أسبوعٌ واحدٌ فقط يقتضي أن تسحب إسرائيل فيه جُنودَها وآلياتِها من قطاع غزة استجابةً لمطالب الشعب الفلسطيني وإلا...صواريخُ القسّام وغراد قد تُلَعْلِعُ من جديد. " أسبوع واحد لا غير". هذا ما قرره الأبطال في غزة، فماذا يا ترى قرر الأبطال في شوارع العالم العربي وعلى شاشات الفضائيات؟ ماذا ستفعل الجماهير العربية التي انتفضت مؤخرا وزرعت في كل زاوية شعارا يهتف بالحرية والكرامة بعد أن توقف العدوان في غزة؟ ماذا سيفعل بعد توقف القنابل الفسفورية كلُّ المواطنين العرب الذين تابعناهم على الشاشات وهم يتحرشون بحكوماتهم مستعدين للشهادة؟ هل سيحافظون على سقف مطالبهم في الحرية والكرامة أم سينحني سقف المطالب حتى يصل إلى مجرد طلب الستر والسلامة؟ هل يا ترى سنسمعهم يمهلون الأنظمة أسبوعا واحدا فقط لتتحقق مطالبهم وإلا...ستهتز الشوارع بمظاهرات لا تهدأ إلا بإشعال النار؟ لقد كانت الشعوب العربية التي ظلت تنزل إلى الشوارع يوميا بالهتاف والغضب، تتناغم مع المقاومة الفلسطينية، إذ كانت ترتجِّ صراخا في وجه الحكام كلما ارتجّت في غزة بنايةٌ بصاروخ، وكانت تُفجّر بالشعارات لعنتَها على الحُكام كلما انفجر رأس طفل صغير بقذيفة...لذا نريد بعد وقف الجحيم الإسرائيلي أن يظل التناغم مشتعلا بين المقاومة وقواعدها الخلفية في الشارع العربي؟ نريد من كل الذين خرجوا في هبة جماعية نصرةً لغزة في شوارع صنعاء والقاهرة والجزائر وعمان وتونس والخرطوم ونواكشوط وطرابلس ودمشق والدوحة و موقديشيو وبيروت واليمامة والرياض والكويت ومسقط وأبوظبي وبغداد ورام الله... أن يُمهلوا هم الآخرون حكامهم أسبوعا فقط. يعني أن تتوقف الهبة الشعبية العربية هي الأخرى لمدة أسبوع كمُهلة. أسبوعٌ واحدٌ فقط حتى يرفع الحكام قهرهم وظلمهم استجابة لمطالب شعوبهم في الحرية والكرامة وإلا...هتاف الغضب في كل الشوارع قد يلعلع من جديد. فقد حمل خروج الشعب إلى الشوارع طيلة عشرين يوما انطباعا مريحا بقدرة هذا الشعب على الصراخ من الألم جهرا،وبقدرته على تحمل عنف البوليس من أجل الحرية والكرامة. الآن وبعد أن التقطت غزة أنفاسها لإحصاء شهدائها وجرحاها...نريد من كل السادة المناضلين قوميين وإسلاميين ولا منتمين، أولئك الذين أوهمونا طيلة أيام العدوان في خطبهم بأن عصرا جديدا قد بدأ في العالم العربي أن يلتقطوا الأنفاس ثم يأتون بآياتهم إن كانوا صادقين. نريد منهم أن يبرهنوا لنا على أنهم جديرون بأن نصدقهم بعدما أثبتوا بالكلام طبعا بأن أخر أوراق التوت قد سقطت عن الأنظمة المترهلة. نريدهم أن يواصلوا الهتاف بعد وقف العدوان من أجل كرامة شعوبهم، لا نريدهم حقا أن يبلعوا ألسنتهم حتى عدوان آخر. [email protected] سوق بريس