انتقلت الشكاوى الافتراضية لمغاربة ينتقدون "تعسفات" تطالهم بسبب عدم منحهم التأشيرات من طرف القنصلية الفرنسية رغم استيفاء جميع الشروط إلى احتجاجات أمام مقر المفوضية الأوروبية بالعاصمة الرباط، تطالب بضرورة استدراك التجاوزات. وجاءت الوقفة اليوم الثلاثاء بالعديد من الوجوه الحقوقية المعروفة، وكذا ضحايا قرار تقليص عدد التأشيرات الذي اتخذته وزارة الخارجية الفرنسية، مؤكدين وجود تجاوزات تطال حق المواطنين في التنقلات بشكل مشروع. وإلى جانب الشعارات التي صدحت بها حناجر المحتجين، من المرتقب أن تراسل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان البرلمان الأوروبي من أجل البت في شكايات المواطنين، والاطلاع على تفاصيل الميز الذي يطال جنسيات بعينها. عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، سجل أن الوقفة تأتي بعد توالي شكايات المواطنين بشأن رفض منح التأشيرات رغم توفرهم على كافة الشروط، منبها إلى كون الأمر شمل كذلك من لهم مواعيد صحية أو دراسية. وأضاف غالي، في تصريح لهسبريس، أن العديد من المرضى والطلبة شملهم الإجراء، معبرا عن الغضب من هذا الأمر ومخالفته التزامات سياسة القرب التي باشرتها أوروبا منذ لقاء برشلونة سنة 1995. كما أكد الحقوقي المغربي أن "أوروبا تراجعت كثيرا عن التزاماتها، لكنها في المقابل تستمر في تكريس اتفاقيات تنهب ثروات المغرب، في مقابل رفض حرية تنقل المواطنين"، مشيرا إلى عزم الحقوقيين مراسلة المقررين الأممين وكذا البرلمان الأوروبي. عبد المجيد العيش، سائق مهني، قال إنه تعرض لما أسماها إهانة من القنصلية الفرنسية برفض طلب التأشيرة ثلاث مرات دون تقديم أي مبررات، مؤكدا أن النقل الدولي هو عمله على امتداد 14 سنة، وإنه سيفكر الآن في الهجرة السرية. وأورد العيش، في تصريح لهسبريس، أن "هذا التعسف طال العديد من السائقين المهنيين رغم أنهم ضحوا بالغالي والنفيس إبان أزمة كورونا، والتزموا بعملهم رغم خطر المرض"، متسائلا: "لماذا الرفض وكل الوثائق والشروط مستوفاة؟". وزاد المتحدث ذاته أن الخطوة الأوروبية "تهدد العديد من الشركات بالإفلاس، كما ساهمت في تدهور الوضعية الاجتماعية لعدد من السائقين"، مطالبا بضرورة إيجاد حلول للمهنيين الذين يعانون للشهر الثالث تواليا. وحسب معطيات صادرة عن وزارة الداخلية الفرنسية فقد حصل المغاربة سنة 2020 على أكثر من 98 ألف تأشيرة دخول إلى فرنسا، مقابل 346 ألفا سنة 2019، وحوالي 303 آلاف سنة 2018، و295 ألفا سنة 2017. وترفض فرنسا منح التأشيرة لراغبين في دخول تراب البلد، من بينهم أطباء ومهندسون وكذلك فنانون، حيث اضطر فنان الراب المغربي "طوطو" إلى إلغاء جولة فنية له في البلاد، بعد رفض القنصلية منحه التأشيرة.