ذكرت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" الأمريكية أن أسعار وقود الطائرات تراجعت بصورة كبيرة منذ شهر مايو الماضي، وصار لدى الخطوط الجوية الأمريكية حاليا عدد أكبر من العاملين بالمقارنة مع فترة ما قبل تفشي جائحة كورونا. والسؤال هو: هل يجب على الأمريكيين الذين يستعدون للسفر بغرض قضاء عطلات عيد الشكر وأعياد الميلاد (الكريسماس) أن يتوقعوا انخفاض أسعار تذاكر الطيران، أو حدوث تأخر أو إلغاء لرحلات الطيران بقدر أقل؟. والإجابة هي: "لا.. لا يجب أن يرفع المسافرون سقف آمالهم". وتقول وكالة أنباء "بي إيه ميديا" البريطانية إن أسعار تذاكر الرحلات الداخلية والدولية المقررة قرب فترة عطلة عيد الشكر زادت بنسبة 22% أكثر مما كانت عليه في التوقيت نفسه عام 2019، بينما زادت أسعار الرحلات الخاصة بفترة أعياد الميلاد بقدر أكبر بحسب ما أورده موقع "هوبر" المعني برحلات السفر. وتعتبر أسعار الرحلات هي الأعلى منذ نحو خمسة أعوام. من ناحية أخرى، يتضمن موقع إلكتروني آخر خاص برحلات السفر، وهو "تشيب إير دوت كوم"، مجموعة مختلفة من الأرقام إلى جانب الرسالة نفسها، وهي: "ستكون رحلات الطيران عالية التكاليف خلال هذا الموسم الخاص بالعطلات". وقال الموقع الإلكتروني في تقريره السنوي الخاص بالسفر خلال فترة العطلات إن أسعار شركات الطيران الخاصة برحلات فترة عيد الشكر ستزيد بنحو 25% عن المستويات التي تم تسجيلها عام 2021، كما ارتفعت أسعار رحلات الطيران خلال عطلات أعياد الميلاد وأعياد رأس العام الجديد بنسبة 28%. من جانبه، قال جيف كلي، الرئيس التنفيذي للشركة: "تتوقع /تشيب إير دوت كوم/ هذا العام موسم عطلات مزدحما في ظل ارتفاع الأسعار، وتوصي بأن يتسوق المسافرون في وقت مبكر عما كان ممكنا قبل تفشي جائحة كورونا". واستقر وضع إلغاء الرحلات الجوية وحدوث تأخير في المواعيد، وهو الأمر الذي عانى منه قطاع السفر الجوي خلال موسم الصيف المزدحم؛ إلا أن الأسباب التي أدت إلى حدوث مشاكل – مثل تفشي حالات الإصابة بفيروس كورونا بين موظفي شركات الطيران، إلى جانب تدفق موظفين جدد من عديمي الخبرة إلى الخطوط الجوية – لم تنتهِ. ونقلت "لوس أنجليس تايمز" عن هنري هارتفيلدت، وهو محلل لبيانات صناعة السفر، ويعمل لدى مجموعة "أتموسفير" للأبحاث، القول: "لسوء الحظ، لم نصل بعد إلى النقطة التي يمكننا أن نقول فيها إننا تجاوزنا أسوأ ما في ذلك". ومن بين العوامل الكبيرة التي تتحكم في أسعار تذاكر الطيران أسعار وقود الطائرات، التي تمثل نحو 30% من جميع نفقات شركات الطيران في البلاد. وقد تضاعفت تقريبا أسعار وقود الطائرات خلال شهري أبريل ومايو، ويرجع السبب وراء ذلك بصورة جزئية إلى حالة عدم الاستقرار التي يشهدها سوق النفط، بسبب الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا. وتراجعت أسعار وقود الطائرات منذ ذلك الحين، حيث بلغت نسبة التراجع في الشهر الماضي 14%، ما أدى إلى تراجع أسعار تذاكر الطيران بصورة مؤقتة خلال الأشهر الأخيرة، بحسب ما يقوله خبراء قطاع الطيران. ورغم تراجع أسعار الوقود، تعتبر أسعار تذاكر الطيران آخذة في الارتفاع بسبب زيادة الطلب على الرحلات الجوية. ويصف الكثير من خبراء الصناعة الوضع بأنه "سفر انتقامي"، وذلك لأن الأمريكيين يحاولون أن يعوضوا أنفسهم عن رحلات السفر التي لم تسنح لهم الفرصة القيام بها خلال فترة فرض الإغلاق بغرض مكافحة تفشي فيروس كورونا. يشار إلى أن عدد الركاب الذين مروا عبر بوابات الفحص الأمني الموجودة في المطارات بالبلاد زاد خلال الأسبوع الماضي بنحو 30% عن الفترة نفسها من العام الماضي، بحسب ما قالته إدارة أمن النقل. من ناحية أخرى، قال أندرو هيريتيدج، وهو اقتصادي كبير عمل لدى موقع "هوبر": "نتوقع أن نشهد عددا كبيرا من الطلبات خلال موسم العطلات عام 2022، بعد مرور عامين شهدا كبح لرحلات السفر والعطلات الفائتة بسبب تفشي الجائحة"، مضيفا: "في الواقع، يقول أكثر من نصف الأمريكيين إنهم يخططون للسفر من أجل قضاء عطلة واحدة أو كليهما هذا العام". وبلغ متوسط سعر رحلة السفر المحلي (ذهابا وإيابا) ذروته بواقع 404 دولارات في شهر مايو الماضي، وتراجع ليصل إلى 286 دولارا في غشت، بحسب ما ورد على موقع "هوبر". لكن بالنسبة لعطلة عيد الشكر المقبلة، يبلغ متوسط سعر تذكرة الطيران (ذهابا وإيابا) نحو 350 دولارا، بزيادة نسبتها 22% بالمقارنة مع عام 2019، بحسب الموقع ذاته. فيما يبلغ متوسط سعر تذكرة الطيران المحلية (ذهابا وإيابا) خلال فترة أعياد الميلاد 463 دولارا، بزيادة نسبتها 31% عن عام 2019. وإلى جانب الأسعار المرتفعة، يجب على المسافرين أثناء فترات العطلات أخذ الحيطة بشأن حالات التأخير والإلغاء.