عبر عدد كبير من الشباب المغاربة المقيمين بالخارج عن ارتباطهم القوي ببلدهم الأم، من خلال مؤشرات تهم زيارة شباب الجالية إلى المغرب، وأهمية النسيج العائلي والأصدقاء في تشجيع زيارات الوطن. وأوضح نسبة من الشباب المستجوبين، في دراسة قام بها مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ومعهد إيبسوس، تحت عنوان: "وضعية الشباب المغاربة المقيمين بأوروبا"، ارتباطهم بالمغرب، إذ إن 61 % منهم يزورونه كل سنة. وسجلت الدراسة نفسها أن الشباب المغاربة المقيمين بالخارج يتابعون أخبار البلاد وقضاياها، ويتفاعلون معها، إذ تصل نسبة المتابعة والتفاعل، وفقها، إلى 72 في المائة عن طريق موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". كما رصد البحث الميداني الذي شارك في إنجازه معهد إيبسوس المعتمد أوروبيا، ويواكب المؤسسات في الدراسات الإستراتيجية ودراسات الرأي، ارتفاع مؤشر الإحساس بالانتماء إلى الهوية المغربية وممارسة الشعائر الدينية وفق النموذج المغربي القائم على إمارة المؤمنين. ووفق الدراسة التي شملت عينة من 1433 شابا مغربيا تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة، ويقيمون في فرنسا، وبلجيكا، وإسبانيا، وإيطاليا وألمانيا وهولندا، فإن الآراء حول الإصلاحات بالمغرب تبقى متباينة بين المستجوبين، فيما صرح أغلب المستجوبين بضعف رضاهم عن خدمات المؤسسات المغربية. وبحسب المصدر نفسه فقد عبر ثلثا المستجوبين عن عدم رضاهم عن سرعة الإصلاحات، وأشار 41% إلى عدم الرضا عن النقل الدولي، بينما 48% غير راضين عن الخدمات القنصلية، و52 % لا يرضون عن الخدمات المرتبطة بالعدل، و42% عن وسائل الإعلام، و47% عن الجمارك. وصرح المستجوبون من شباب الجالية المغربية بأنهم يربطون مستقبلهم بالمغرب بالصور المشكلة لديهم عنه. وصرح 64 في المائة بأن التعليم هو القطاع الذي ينبغي على المملكة الاستثمار فيه، ثم قطاع الخدمات، فالصناعة والسياحة. وأبدى، وفق الدراسة، ثلث المستجوبين رغبتهم في العودة قصد الاستثمار في المغرب، خصوصا مغاربة ألمانيا وإيطاليا الذين أبدوا نوايا الاستثمار بالمملكة، وكان قطاع التعليم أكثر المجالات التي يرغبون في الاستثمار فيها. وتهدف هذه الدراسة الحديثة، التي اعتمدت المقابلة الشخصية، إلى المساهمة في بناء فهم أفضل لواقع وآراء وتحديات وانتظارات الشباب المغاربة في أوروبا، وكذا المساهمة في تطوير النقاشات حول السياسات العمومية الموجهة إلى شباب الجالية.