تعيش منظمة العفو الدولية أياما عصيبة في أوكرانيا، عقب تقريرها الأخير الذي رفضت العاصمة كييف مضامينه، معتبرة إياه تضليلا ودعاية ضد الدولة بعد طرحها تعريض المدنيين في البلاد للخطر ببناء قواعد عسكرية في مناطق مأهولة. وقال المتحدث باسم الرئاسة الأوكرانية، ميخايلو بودولياك، في "تغريدة" الخميس، إن "حياة الناس هي أولوية أوكرانيا"، وإن سكان المدن القريبة من خطّ المواجهة تمّ إجلاؤهم، مضيفا أن الشيء الوحيد الذي يشكّل تهديدًا بالنسبة للأوكرانيين هو الجيش الروسي الذي يأتي إلى أوكرانيا لارتكاب إبادة. واعتبر بودولياك أن "موسكو تحاول تشويه سمعة القوات الأوكرانية أمام أعين المجتمعات الغربية من خلال شبكتها من عملاء النفوذ"، وزاد: "من العار أن تشارك منظمة مثل منظمة العفو الدولية في حملة التضليل والدعاية هذه". وأورد المتحدث ذاته أن "أوكرانيا تلتزم بوضوح بجميع قوانين الحرب والقانون الدولي الإنساني". ومع إدانة المنظمة لهذه التكتيكات الأوكرانية، شدّدت على أن التحركات "لا تُبرّر بأي حال الهجمات الروسية العشوائية" التي استهدفت السكان المدنيين. وتفاعلا مع الجدل القائم قدمت رئيسة فرع منظمة العفو الدولية في أوكرانيا، أوكسانا بوكالتشوك، استقالتها، وقالت عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مساء الجمعة: "مع أن الهدف هو حماية المدنيين، أصبحت الدراسة أداة للدعاية الروسية". وتدخل منظمة العفو الدولية فصول صراع جديد بعدما سجلت أن الجيش الأوكراني عرّض حياة مدنيين للخطر بإنشائه قواعد عسكرية في مدارس ومستشفيات، وبشنه هجمات من مناطق مأهولة لصد القوات الروسية. وتشن وسائل إعلام محسوبة على الغرب حملات قوية ضد تقرير المنظمة في أوكرانيا، بسبب ما أسمته تحيزا للطرف الروسي. وفي المقابل احتفت وسائل إعلام العاصمة موسكو بالمضامين التي جاء بها المصدر ذاته. وحذّرت المنظمة الحقوقية، في بيان، من أن تكتيكات كهذه تنتهك القانون الدولي الإنساني. كما قالت الأمينة العامة للمنظمة غير الحكومية أنييس كالامار: "وثّقنا ميلًا لدى القوات الأوكرانية نحو تعريض المدنيين للخطر وانتهاك قواعد الحرب حين تتحرك في مناطق مأهولة". وبحسب منظمة "أمنستي" فقد وجد الباحثون أدلة على أن القوات الأوكرانية تشنّ ضربات من مناطق مأهولة، وقد أنشأت قواعد عسكرية في مبان مدنية في 19 مدينة وقرية في هذه المناطق. وأشارت منظمة العفو الدولية إلى أن معظم المناطق السكنية التي تمركز فيها الجنود كانت تقع على بعد كيلومترات من خطوط الجبهة، لافتةً إلى وجود خيارات أخرى لم تكن لتعرّض المدنيين للخطر، مثل قواعد عسكرية أو مناطق حرجية كثيفة.