أثار تقرير نشرته منظمة العفو الدولية اتهمت من خلاله الجيش الأوكراني بتعريض المدنيين للخطر في مقاومته للغزو الروسي، عبر توطين بنى تحتية وقوات عسكرية في مناطق مأهولة بالسكان، (أثار) غضب كييف مؤكدة أن تقرير المنظمة الحقوقية جانب الحياد واتجه صوب الدعاية والتضليل الروسيين. وهذا المثال يحيلنا على التقارير التي تنشرها، "أمنستي" على المغرب بين الفينة والأخرى محاولة النيل من سمعة المغرب ومن مؤسساته الأمنية غير ما مرة بعد نشر مغالطات حول برنامج التجسس بيغاسوس واتهام المملكة باستعمال البرنامج للتجسس على شخصيات أجنبية بارزة وهي التهم التي لم تستطع هذه المنظمة إثباتها بعد مطالبة المغرب بإلحاح بأن تقدم هذه الأخيرة أدلة الإثبات. وبالعودة إلى رد أوكرانيا على تقرير المنظمة الذي يفتقد للموضوعية، فقد ذهب الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى حد اتهام المنظمة غير الحكومية "بمحاولة تبرئة الدولة الإرهابية" الروسية عبر "المساواة بشكل ما بين الضحية والمعتدي". وجاء في التقرير أن باحثين في المنظمة شاهدوا قوات أوكرانية "تقيم قواعد وأنظمة عمليات عسكرية" في بعض المناطق السكنية المأهولة خلال زيارات قامت بها لعدة مناطق على جبهات القتال في شرق أوكرانيا وجنوبها في الفترة بين أبريل ويوليوز. كما أثار التقرير غضب عدد من كبار المسؤولين الأوكرانيين حيث قالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني "عندما لا يكون هناك تحليل لأفعال العدو في تقرير عن أنشطة القوات المسلحة الأوكرانية خلال الحرب يكون الأمر مثل دراسة أفعال الضحية دون التطرق إلى أفعال مغتصب عسكري". واتهم ميخائيلو بودولياك المستشار الرئاسي الأوكراني منظمة العفو الدولية "بالمشاركة في حملة التضليل والدعاية (الروسية)". وقال في تصريحات منفصلة لرويترز إن أوكرانيا التزمت حرفيا بقوانين الحرب والقانون الدولي الإنساني وإنها "تتخذ كافة الإجراءات" لإجلاء المدنيين من جبهات القتال. وقال وزير الخارجية دميترو كوليبا إنه "غاضب" لصدور هذا التقرير، وحث منظمة العفو الدولية على "التوقف عن اختلاق واقع زائف". وفي نفس السياق أعلنت مسؤولة كبيرة في منظمة العفو الدولية استقالتها السبت، حيث قدّمت أوسكانا بوكالتشوك، مديرة مكتب المنظمة في أوكرانيا، استقالتها على خلفية التقرير الذي يتهم قوات كييف بانتهاك القوانين الدولية الإنسانية. وقد قامت عدة وسائل إعلام دولية بالتعليق على تقرير أمنستي ضمنها جريدة لوموند الفرنسية التي كانت في الأمس تقف إل صف ذات المنظمة حيث كتبت مقال بعنوان" أمنستي وسط العاصفة بعد نشر تقريرها عن الحرب في أوكرانيا" كما كتبت مجلة لوبوان في مقال تحت عنوان:" اكرانيا... استقالة مسؤولة في منظمة العفو الدولية بعد نشر التقرير المثير للجدل" ومن جهته تساءل الصحفي دميتري بوبوف على صفحات "موسكوفسكي كومسوموليتس" مجلة روسية مقرها بموسكو، حول الأسباب التي أيقظت منظمة العفو الدولية على حقيقة استخدام كييف للمدنيين كدروع حية، وتعريضهم المقصود لضربات جوية. وجاء في المقال: أقرت منظمة العفو الدولية، المعنية بحقوق الإنسان، بأن أوكرانيا تقاتل كالإرهابيين، وتنتهك القانون الإنساني الدولي، في ممارساتها. فجأة، استيقظت هذه المنظمة المؤيدة للغرب بالمطلق، والتي لم يكن تعاطفها مع روسيا ملحوظا قبل اليوم. فما سبب هذه الصحوة المفاجئة؟ يتساهل صاحب المقال وأضاف من الواضح أن تقرير منظمة العفو الدولية وثيقة لا تحمل ثقلا قانونيا. ويمكن لهذه المنظمة أن تغير رأيها بسهولة تامة. وعليه، فمن غير المستبعد أن تضطر منظمة العفو الدولية الآن إلى الاعتراف بارتكاب "خطأ". ويمكن أن نخلص إلى أن الصحافة الدولية التي كانت بالأمس تدعم أمنستي هاهي تنتقذها اليوم حيث يبدو جليا أن الإثنين ( الصحافة الدولية وأمنستي) لاتهمهما حقوق الإنسان بل كل ما في الأمر هناك قضية مصالح.