"إن الله يتغير ويتطور كما نتغير ونتطور نحن، لأن الله يعيش فينا و داخل أفئدتنا.. فعندما نتقاسم المحبة والطيبوبة مع العالمين نلمس الله داخلنا و نتعرف اليه.." كان هذا آخر كلام منسوب لبابا الفاتيكان فرانسوا قبل توديع السنة الميلادية لكنه لم يكن التصريح الأكثر فجائية في الخطبة للبابا التي جاءت مراجعة لعدد من المسلمات في المعتقد الكاثوليكي وعدد من مرتكزات المسيحية كما الاسلام. البابا قال الخطبة التي نسبت له إنه ومن "خلال التواضع والبحث والتأمل إبان الصلوات اكتسبنا فهما جديدا لعدد من المعتقدات.. الكنيسة لم تعد تؤمن بوجود جحيم فعلي يعذب فيه الناس، فهذا المعتقد غير متوافق مع المحبة المتناهية لله الذي يعتبر صديقا وحاضنا للبشرية وليس قاضيا ينزل الأحكام على رؤوسها.. وكخرافة آدم وحواء فإننا نرى أن الجحيم استعمال مجازي للتعبير عن الأرواح المعزولة والتي ستتوحد في الحب مع الإله كباقي الأرواح.." تصريحات الكاردينال الأرجنتيني، المزعومة، والتي انتشرت في الشبكة العنكبوتية كما تنتشر النار في الهشيم، أضاف فيها أن كل الأديان صحيحة بدليل صحتها في قلوب المؤمنين بها، قبل أن يقدم قراءة نقدية لماضي الممارسة الكنسية، التي نعتها بالقاسية في حق الحقائق التي وزنتها بميزان أخلاقي أو مع تلك التي وضعتها في خندق الخطيئة. البابا شبه الكنيسة، بعد الفهم الجديد للدوغمائيات، بالوالد المحب لأبنائه والذي ينأى بنفسه عن العقاب، متحدثا عن صدر الكنيسة الرحب والقادر على احتضان المتباينين كما المثليين جنسيا والمناصرين كما المعارضين للإجهاض و المحافظين كما الليبيراليين و الشيوعيين أيضا "لأننا نعشق و نحب نفس الإله" يقول البابا. التصريحات التي لا وجود لحديث، في المقالات التي نقلتها، عن مكان أو زمان إطلاقها، من طرف رئيس الكنيسة، لا تجد أيضا لها مكانا في الموقع الالكتروني الرسمي للفاتيكان أو وكالات الأنباء الدولية المعروفة. صاحب المزحة\المقال الذي نجح في استغفال عدد من رواد النت أعطى لقصته جميع عناصر الثقة أن تصريحات فرانسوا الأول جاءت بعد اعتكاف عدد من القساوسة و علماء الدين، طيلة ستة أشهر من السنة الفارطة، على مناقشة مستقبل الكنيسة من خلال إعادة فهم عدد من المعتقدات الكنسية القديمة في أكبر وأهم اجتماع لمجلس الفاتيكان منذ سنة 1962 التي شهدت "إجتماع قمة روحي" من نفس الحجم. مباشرة بعد إتمام المجلس لأشغاله، يقول صاحب "الكذبة"، انبرى رئيس الكنيسة الكاثوليكية ليتحدث عن دياناته، اليوم، والتي وصفها بالحديثة و العقلانية و الشاهدة لعدد من التطورات و التاركة لكل مظاهر اللاتسامح معترفا أن الحقيقة الدينية تتطور و تتغير فالحقيقة، حسب البابا، ليست مطلقة و لا منقوشة على حجر "فحتى الملحدين يعترفون بالإلوهية من خلال أفعال المحبة و الصدقات .. ومشاركاتهم الفعلية في إنقاذ البشرية." التصريحات المنسوبة للبابا وصفت الإنجيل بالكتاب المقدس والجميل إلا أن الزمان تجاوز عددا من أسفاره، ككل الكتب القديمة، "خاصة تلك التي تدعو للعنف المتنافي مع رسالة الحبة.." خطبة البابا، التي لم تلقى يوما، عبر فيها عن رغبته في تأنيث هياكل الكنيسة من خلال إعلان أمنيته في رؤية إمرأة تترأس الكنيسة الكاثوليكية و تعليمات مؤسساته الدينية بأن يُشْرَع في تعيين كاردينالات من النساء وفقا لمراجعات الكنيسة و فهمها الجديد للمعتقدات الكاثوليكية. وحتى يعطي صاحب "كذبة يناير" لكلامه كل عناصر الصدقية أشار في نهاية مقاله أن تصريحات البابا أثارت حفيظة عدد من الكاردينالات المحسوبين على التيار المحافظ داخل التجمع الأكبر لطوائف المؤمنين المنتمين لمؤسسات وعقائد الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. الفاتيكان الذي يسارع عادة لتكذيب هذا النوع من الأخبار لم ينفي الإشاعة حيث يعود آخر تكذيب رسمي له الى يوم 29 دجنبر 2013 الذي اختار فيه الأب "فيديريكو لومباردي"، رئيس مكتب الصحافة، القول بأن "البابا كان دائما يتحدث عن الخطيئة وعن الخطأ كشرط إنساني.." في رد غير مباشر على إفتتاحية "إغنيو سالفاري" مؤسس يومية "لاريبيبلوكا" اليسارية الذائعة الصيت، تحدث فيها الإعلامي عن ثورية فرونسوا الأول.