شكل موضوع نقد "ممارسات التشويش" على عمل الحكومة الحالية محور اهتمام الدورة العادية للمؤتمر الجهوي بجهة الشرق لحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي نظم، اليوم الأحد، بفضاء أحد الفنادق المصنفة بمدينة السعيدية التابعة ترابيا لإقليم بركان. وترأس عبد القادر سلامة، أحد قياديي الحزب، بأمر من عزيز أخنوش، المؤتمر الجهوي، معلنا في الكلمة الافتتاحية عن البرنامج العام. كما تميز المؤتمر بحضور وفد سياسي مكون من قادة الحزب الشعبي الإسباني بجهة الأندلس، بإشراف من مركز "الذاكرة المشتركة للديمقراطية والسلم". وقال محمد أوجار، المنسق الجهوي لحزب "الحمامة" بجهة الشرق، إن "الحكومة التي يترأسها الحزب جاءت في ظرفية صعبة هيمنت عليها مشاكل الوضعية الوبائية والجفاف والحرب الأوكرانية الروسية". وأضاف "إننا جزء من العالم ولسنا استثناء، نواجه المشاكل نفسها، ونحن حزب الصراحة والمكاشفة بعيدا عن أي شعبوية"، مشيرا إلى أن الحكومة "تصارع على كافة الأصعدة للاستجابة لمتطلبات المغاربة". وانتقد أوجار "بعض الجهات التي تستعمل كل الوسائل للإساءة إلى الحزب ورئيس الحكومة"، مؤكدا أن "ما حققه الحزب مؤخرا من اكتساح نتائج الانتخابات الجزئية في كلّ من الحسيمة ومكناس دليل على الاختيار الحر للشعب المغربي وتجديد الثقة في حزب التجمع الوطني للأحرار". وقال أوجار: "نحن نساند بكل قوة وحماس ووطنية الحكومة الحالية التي يترأسها حزب الأحرار، ليس بدافع الانتماء السياسي، بل لأن هناك قناعة بما تقوم به الحكومة من مجهودات في ظل الوضعية الصعبة التي تعيشها البلاد والعالم"، مضيفا أن الحكومة "لم تدخر جهدا في مواجهة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والجفاف والحرائق التي ضربت عددا من مناطق المملكة". وفي كلمته، قال محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إن "الحكومة التي يترأسها حزب الأحرار ملتزمة مع كافة الشعب المغربي بتغيير الأوضاع بما قطعه الحزب على نفسه من وعود قبل الفوز بالانتخابات الأخيرة". وأبرز الوزير أن "لحزب الأحرار قوة سياسية على الصعيد الوطني بما حققه من اكتساح غير مسبوق في كافة المحطات الانتخابية، مما يدل على ثقة الشعب المغربي في الحزب وبرنامجه الانتخابي"، مشيرا إلى أن "الحزب متواجد بقوة في مختلف الأصعدة المتعلقة بالسياسات العمومية". وأكد أن "الحكومة قوية ومنسجمة بكل المعايير مهما حاول العدميون عرقلة عملها والتشويش عليها، لأن لها رئيسا قويا ولها برنامج عمل تحكمه مجموعة من الالتزامات التي سطرها الحزب خلال حملته الانتخابية". وأوضح صديقي في كلمته أن "الحكومة اشتغلت منذ البداية على تحقيق الإقلاع الاقتصادي ما بعد كورونا، لأنها حكومة تصبو إلى تنمية شاملة في إطار النموذج التنموي الجديد والأوراش الكبرى التي أطلقها الملك محمد السادس وفق رؤية تنموية، وتعمل حاليا على تحقيق ذلك رغم الأزمات التي تعيشها المرحلة الحالية". من جانبه، أكد صلاح العبوضي، المنسق الإقليمي لحزب التجمع بالناظور، أن "استثمار نتائج الانتخابات الإيجابية التي حققها الحزب جهويا تكون عبر النجاح في تنزيل البرامج التنموية على المستويين الجهوي والمحلي". ودعا القيادة الوطنية للحزب وأعضاء الحكومة إلى "تفعيل سياسة القرب عبر تنظيم لقاءات تواصلية على مستوى كل تمثيلية محلية للحزب للإنصات إلى هموم المواطنين وانتظاراتهم". وأوضح العبوضي أن "الحزب بمناضليه متواجد في الميدان ويشتغل بجانب مختلف شرائح الشعب المغربي، ولا يعير أي اهتمام لبعض الأصوات الناشزة في مواقع التواصل الاجتماعي التي لا تتوانى عن التشويش على العمل الحكومي ومشروع الإصلاح ". وأضاف أن "هذا الأمر لن يتم تنفيذه إلا عبر تكثيف التواصل بين القيادة الوطنية، خاصة أعضاء الحكومة والفاعلين الترابيين، ومناضلي الحزب على مستوى جهة الشرق". فيما قال محمادي توحتوح، رئيس المنظمة الجهوية للشبيبة التجمعية بجهة الشرق، إن "لهذا المؤتمر أهمية كبيرة على مستوى التنظيم السياسي لأنه يؤكد احترام الحزب لمؤسساته وهياكله، ومواصلة سياسة القرب والإصغاء والتواصل مع المواطنين، خاصة في هذه الظرفية الصعبة التي تعيشها البلاد". وانتقد توحتوح من جهته "ممارسات التشويش والمغالطات ومحاولات النيل من الحكومة التي يقودها حزب الأحرار"، مؤكدا أن "هذا اللقاء فرصة لتوضيح هذه الأمور والكشف عن الإنجازات التي تقوم بها الحكومة في تنزيل برنامجها الإصلاحي". وأضاف أن "الحزب أثناء مرحلة الانتخابات قام بمجموعة من اللقاءات للتواصل مع المواطنين بخصوص مطالبهم وتطلعاتهم التي سطرها في برنامجه الانتخابي، وهو يعمل حاليا على تنزيل ذلك بعيدا عن كل ممارسات التشويش والعرقلة التي تقوم بها أقلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي".