تتزاحم أحاسيس المغاربة والعرب والمسلمين كلما قصفت إسرائيل لبنان أو فلسطين، وقبل ذلك حين كانت طائرات البيت الأبيض تدمر بغداد. فبيننا الساخط على ما ترتكبه إسرائيل وأمريكا من مجازر في حق المدنيين والأطفال والشيوخ، وبيننا الناقم على ما يحدث، ويفكر في الانتقام، وبيننا الذين يلعنون ضعف وجبن الدول العربية والإسلامية، وبيننا أيضا من يرى أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أعطى الفرصة السانحة لاحتلال بلاد الرافدين وذبح العراقيين، وفي نهاية المطاف إعدامه هو نفسه. والفرصة نفسها، حسب هؤلاء الذين بيننا، تعطيها حركة حماس لإسرائيل لترتكب مذبحة في حق الفلسطينيين، ويضيف هؤلاء أن على حماس أن تختار بين العمل السياسي والعسكري، لأن هذا الأخير يفترض توفر الإمكانيات، وليس مجرد صواريخ تقليدية تطلقها "كتائب القسام" على مدينة إسرائيلية لكي لا تصيب أي هدف. "" وتتزاحم المقاهي والنوادي في الدول العربية والإسلامية كلما حلت مناسبة رياضية عالمية، وتعيش هذه الفضاءات الازدحام نفسه كلما حل "موسم" هجوم إسرائيل أو أمريكا على دولة بلا جيش، أو دولة بجيش خائن. فالألعاب الأولمبية وكأس العالم لكرة القدم يوفران المتعة للمواطن المغربي والعربي والإسلامي، وطائرات أمريكا وإسرائيل توفر لهؤلاء كل مقومات الحسرة والحزن، وهي تأتي على الأخضر واليابس من الكرامة العربية والإسلامية. والواضح أن حركة حماس مثل الشبل، والشبل غالبا ما يعطي فرصة سانحة للضباع لكي تنهش جسد أمه اللبوءة، وما يميز جيش إسرائيل عن باقي جيوش دول العالم أنه اكتسب شجاعة الضباع، فلذلك لا يتردد عن نهش جسد اللبوءة فلسطين كلما أتاح له أحد أشبالها الفرصة. حزب البعث في العراق كان أسدا، لكنه شرس إلى درجة التهور، وخرج عن المألوف في نظام الأسود وعرائنهم، وحزب الله في لبنان شبل اكتمل نموه واكتسب القدرة على إلحاق الضرر بالضباع. عن عمود "فيها أن" للحسين يزي بجريدة الصباحية