بدأت معالم جرائم تهريب المهاجرين من دول شمال إفريقيا إلى إسبانيا، التي استفحلت في الآونة الأخيرة، تظهر أكثر مع تفكيك شبكات منظمة متخصصة في تهريب والاتجار بالبشر يتزعمها جزائريون. وقد ألقت الشرطة الوطنية في مدينة مورسيا الإسبانية، أمس الثلاثاء، القبض على خمسة جزائريين ينتمون لمنظمة خطيرة للاتجار بالبشر، كانت تقود عمليات نقل المهاجرين المغاربة والتونسيين بالقوارب من شمال إفريقيا إلى الأراضي الإسبانية. وأظهرت التحقيقات الأمنية أن شبكة التهريب الجزائرية كانت تفرض 5000 يورو على المهاجرين لنقلهم إلى إسبانيا في ظروف خطرة، دون الاعتماد على الحد الأدنى من التدابير الأمنية. وحصل محققون خبراء من الشرطة الوطنية الإسبانية على معلومات تفيد بأن منظمة مكرسة للاتجار بالبشر والمواد المخدرة كانت تحاول ترسيخ وجودها على ساحل مورسيان، وبشكل أكثر تحديدًا في منطقة لا مانغا. المنظمة الجزائرية كانت تستخدم قوارب ليس لديها أي إجراءات أمنية. وقالت مصادر من الشرطة الوطنية في بيان إن عمليات النقل إلى ساحل شبه جزيرة ليفانتي تتم في ظروف "غير إنسانية"، وبسعر "باهظ" يبلغ حوالي 5000 يورو لكل شخص ورحلة. وفي هذه السياق، استولى وكلاء مجموعة الهجرة وحماية الحدود على قارب مختلف عن القارب الذي يستخدمه هذا النوع من المنظمات للترويج للهجرة غير النظامية. وفي سياق ذي صلة، أعلنت الشرطة الإسبانية عن توقيف عناصر إجرامية كانت تستغل شبكات تهريب المهاجرين لنقل المخدرات إلى إسبانيا. وكشف مصدر تحدث مع جريدة "إلديارو" أن شبكة إجرامية متخصصة في تهريب المهاجرين، وهي ثاني منظمة يتم اسقاطها في ظرف أسبوع، يقودها جزائريون، تم توقيفها أمس الثلاثاء. وذكرت الشرطة الإسبانية، في بلاغ لها، أن هذه الشبكة، التي تم تفكيكها في مالغا، كانت متخصصة في الاتجار بالبشر من خلال نظام "التاكسي المائي"، الذي يقوم على جعل المهاجرين يدفعون من أجل تسهيل نقلهم إلى إسبانيا في ظروف خطرة، في غياب الحد الأدنى من إجراءات السلامة. وخلال هذه العملية، قامت عناصر الشرطة بحجز قارب طوله ستة أمتار يستعمل لتسهيل الهجرة غير الشرعية، مع آليات للقيادة ومحرك بقوة 150 حصانا. إلى جانب ذلك، اكتشفت الشرطة الإسبانية، بعد التحقيق، أن الشبكة تتعاطى أيضا لتهريب المخدرات. وكانت مجموعة من الصحف الإسبانية انتقدت المحاولات الجزائرية ل"إغراق" السواحل الإيبيرية بالمهاجرين غير النظاميين، في ظل التوتر السياسي بين البلدين على خلفية اعتراف "قصر المونكلوا" بمبادرة الحكم الذاتي بالصحراء المغربية. وانتقدت صحيفة "إل موندو" ضعف المراقبة الحدودية على السواحل الجزائرية خلال الأسابيع الأخيرة، ما أدى إلى تزايد أعداد "قوارب الموت" المتجهة إلى المدن الإسبانية، خاصة مدينة ألميريا التي استقبلت أزيد من مائة مهاجر غير شرعي في أقل من 24 ساعة.