بحركية نشيطة تقضي ساكنة مدينة وجدة آخر يوم يفصلها عن عيد الأضحى أو "لْعيد لكبير" كما يحلو لمتداولي اللهجة المحلية أن يطلقوا عليه، أسواق مكتظة بالزبائن الراغبين في اقتناء مختلف مستلزمات هذا الاحتفال الديني السنوي. ولأن موعده تزامن هذه السنة مع نهاية الأسبوع، فالسبت هو بمثابة الفرصة الأخيرة أمام الكثيرين لتوفير حاجياتهم. على مستوى "لْمدينة"، وهو ما يُطلق على المدينة القديمة لوجدة، ينتشر باعة جميع أنواع السكاكين المعدة لذبح الأضاحي أو سلخ جلدها وقضبان الشواء الحديدية. وإلى جانبهم، يصطف مختصون في شحذ السكاكين المستعملة. وغير بعيد عن هؤلاء، يقتني الزبائن الفحم الخشبي.. وهي مشاهد تمتد كذلك إلى عمق الأحياء الشعبية لوجدة. في وقت مواز، يسارع المحسنون، الذين عكفوا منذ الأسبوع الأخير من شهر يونيو الماضي على جمع المساهمات وشراء الأضاحي وتوفيرها للفئات المعوزة، الزمن لتوزيعها على مستحقيها في الأحياء، إذ عاينت جريدة هسبريس إحدى هذه العمليات التي استهدفت الأرامل واليتامى في أحد الأحياء الهامشية لعاصمة الشرق. تحديان موسميان مع حلول عيد الأضحى من كل سنة، يبرز في مدينة وجدة، على غرار العديد من مدن المملكة، تحديان بالنسبة إلى الساكنة والمسؤولين على حد سواء. يتعلق التحدي الأول أساسا بوفرة الماء الصالح للشرب في حنفيات المنازل في صبيحة يوم العيد، وهي الظرفية الزمنية التي تعرف استهلاكا كبيرا، لتزامنه مع فترة ذبح الأضاحي. وفي هذا السياق، استبقت المديرية الجهوية للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (قطاع الماء) بجهة الشرق دعوة مختلف الفاعلين والمواطنين إلى "العمل على ترشيد استهلاك الماء الصالح للشرب واستعماله بشكل مسؤول ومعقلن خلال فترة عيد الأضحى، من أجل الحفاظ على الموارد المائية وضمان استمرارية تزويد ساكنة جهة الشرق بالماء الصالح للشرب". واعتبرت المديرية أنه "نظرا لموجة الحرارة التي تعرفها بلادنا خلال الفترة الصيفية والتي تتزامن مع عيد الأضحى المبارك وعودة المغاربة المقيمين في الخارج، يعرف الطلب على الماء الشروب تزايدا مهما"، مبرزة أن هذا يأتي "في ظل الظرفية الحالية المتسمة بالانخفاض الحاد في الموارد المائية بسبب ضعف التساقطات المطرية وتوالي سنوات الجفاف التي عرفتها جهة الشرق في الآونة الأخيرة". فيما تواصل الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بوجدة حملتها التحسيسية على صفحاتها الاجتماعية، حيث تنشر بشكل يومي نصائح وإرشادات لترشيد استعمال المياه أثناء التنظيف خاصة بالخرطوم والمحافظة على شبكة الصرف الصحي في الوقت ذاته، عبر دعوتها إلى وضع النفايات في أكياس وإلقائها في صناديق القمامة. هذه النصائح وجّهتها كذلك الشركة المكلفة بتدبير قطاع النظافة بالمدينة إلى الساكنة، إذ تشكل نظافة أحياء وجدة التحدي الثاني خلال أعياد الأضحى بالمدينة على مدى السنوات الماضية؛ فلا تزال ذاكرة "الوجديين" تحتفظ بمشاهد تراكم النفايات عشية عيد الأضحى واليوم الذي يليه. ودعت الشركة المكلفة بتدبير قطاع النظافة الساكنة إلى استعمال أكياس النفايات التي تم توزيعها، خلال الأيام الماضية، في مجموعة من الأحياء، لجمع بقايا الأضاحي كالجلود وإحكام إغلاقها لتسهيل عملية نقلها من طرف عمال النظافة وتجنب تمزقها حتى لا تتسرب السوائل التي تتسبب في انبعاث روائح كريهة في شوارع وأزقة المدينة. مجزرة جماعية مجانية لا تكون أماكن الذبح متاحة في الغالب لجميع الأسر في مدينة وجدة، كما مدن أخرى؛ وهو ما يستدعي فتح أبواب المجازر الجماعية أمام عموم المواطنين، إذ أعلنت جماعة وجدة عن إتاحة هذا المرفق الجماعي أمام الراغبين في نحر أضاحي العيد به، حيث سيتم استقبال الأضاحي ابتداء من زوال اليوم السبت؛ فيما سيتم الشروع في عملية الذبح مباشرة بعد صلاة العيد. ووضعت الجماعة، وفق الإعلان الذي اطلعت عليه هسبريس، غرف التبريد الكائنة بالمجزرة رهن إشارة المواطنين الراغبين في إيداع لحم أضاحيهم لمدة 24 ساعة للحفاظ على صحة وسلامة لحوم الأضاحي التي ستخضع لمراقبة الطبية من طرف المصالح البيطرية المختصة؛ فيما وضعت أرقاما هاتفية من أجل الاستشارة والتأكد من صحة وسلامة أضحية العيد.