دخل مصنع أكادير سوس "لافارج هولسيم المغرب"، الواقع في جماعة تدسي بإقليم تارودانت، حيز التشغيل؛ وذلك من أجل مواكبة تنمية جهة سوس ماسة والأقاليم الجنوبية للمغرب. وتصل القدرة الإنتاجية لهذا المصنع من الإسمنت 1.6 ملايين طن سنويا،. ومن أجل الوقوف على عمل هذه الوحدة، نظم المصنع، الجمعة، زيارة لوفد إعلامي اطلع خلالها على مختلف مراحل الإنتاج ومساهمة المصنع في التنمية المحلية والآليات التقنية المعتمدة من أجل المحافظة على البيئة واستهلاك الطاقة. محمد خراقي، مدير مصنع لافارج هولسيم المغرب أكادير سوس، قال، في تصريح لهسبريس، إن بناء هذه الوحدة الإنتاجية انطلق منذ أواخر سنة 2017، وكلف مبلغا ماليا إجماليا وصل إلى ثلاثة مليارات درهم، ووفر المصنع خلال مرحلة البناء ما يناهز 1400 منصب شغل؛ 30 في المائة منهم يتحدرون من منطقة جهة سوس ماسة، وتم إخضاعهم لدورات تكوينية وتدريبية في المجال التقني أو في مجال السلامة، مما ساهم في الرفع من مستواهم التقني، وشرعنا في الإنتاج أواخر 2021، فيما تسويق المنتوج كان في بداية سنة 2022، ونحن فخورون بما وصلنا إليه اليوم، إذ تم ذلك بمساهمة الكفاءات المغربية، ضمنهم من ينتمي إلى الدواوير المجاورة لمصنع أكادير سوس". وفي الجانب البيئي، اعتبر مدير المصنع أن كل الدراسات الأولية التي أنجزت قبل توطين المشروع كانت تتوخى احترام جميع المعايير والشروط المحلية والعالمية في مجال المحافظة على البيئة، والتي تفرضها المؤسسات المعنية أو تلك التي تفرضها مجموعتنا. ومن هذه الدراسات دراسة التأثير على البيئة التي شملت مقالع الحصى التابعة لهذا المصنع المجهز بآليات جد متطورة لمراقبة مستوى الانبعاثات، فضلا عن استعمال تكنولوجيا نظيفة التي تساعد في النجاعة الطاقية، أي أن استعمال الطاقة والماء وانبعاث الغاز يكون قليلا". وفي السياق نفسه، تابع المتحدث أنه "خلال فترة تهيئة المقلع، أنجزنا دراسة إعادة زرع أشجار الأركان الكبيرة والمقتلعة بشراكة مع الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الأركان والواحات ومؤسسة أكروتيك وباحثين، حيث حقننا نتائج ممتازة في إعادة إنبات 300 شجرة أركان في مرحلة أولى، إذ إن 70 في المائة من هذا الأشجار أعيدت لها الحياة، وما زلنا نتابع المشروع مع شركائنا من أجل الخروج بآليات علمية وعملية لتمكين المستثمرين مستقبلا للاستفادة من هذه التجربة خاصة في مجال الأركان لإعادة زرع هذه الأشجار والمحافظة على البيئة". وفيما يخص آثار الوحدة الصناعية على التنمية الاقتصادية والاجتماعية محليا، تابع مدير المصنع أن المؤسسة "تعتمد برامج اجتماعية تستهدف الساكنة المحلية، حيث أنجزنا مشاريع تنموية همت بناء الطرق وإعادة بناء مؤسسات تعليمية ودعم النقل المدرسي وتنظيم حملات طبية، فضلا عن دعم الجمعيات والتعاونيات في مجال استخراج الأركان والخياطة ومحاربة الأمية والدعم الاجتماعي لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية، وهي مشاريع تروم تحسين المستوى المعيشي للساكنة ومحاربة الهدر المدرسي".